
أعلنت الفنانة البرلمانية كليلة بونعيلات في تصريح حديث لها بمهرجان الفيلم بمراكش أنها قررت بشكل قاطع ترك الفن وراء ظهرها، معلنةً أن أولويتها الحالية هي السياسة فقط، وأنها لم تعد تملك الوقت لمتابعة نشاطاتها الفنية، هذه الخرجة الإعلامية كانت بمثابة المفاجأة للكثيرين، خاصة لأولئك الذين اعتادوا على حضورها في ساحات الفن والسينما.
ما بين مهرجانات السينما، حيث كانت تلعب أدوارًا بارزة في تعزيز المشهد الثقافي والفني، وبين قاعات البرلمان، حيث تسعى لتحقيق طموحات سياسية، يبدو أن كليلة بونعيلات قد اختارت أخيرًا المعركة السياسية على حساب عالم الفن. ففي تصريحها الأخير، قالت بونعيلات: “مكانجمعش بين السياسة والفن، دابا غير السياسة وماعنديش وقت للفن”، وهو ما جعل البعض يتساءل عن الدوافع الحقيقية لهذا القرار المفاجئ، وهل هو نتيجة لتحديات سياسية جديدة أم بسبب ضغوطات حياتية لم تعد تحتمل التوفيق بين عالمين مختلفين.
من المؤكد أن قرار بونعيلات يثير الكثير من الجدل، فالفن لم يكن يومًا مجرد هواية عابرة في حياة البعض، بل هو أساس لمهنية وإبداع مستمر. ومع ذلك، يبدو أن الفنانة قد تخلت عن هذا الجزء من شخصيتها، مقتنعة بأن السياسة هي التحدي الأكبر والأكثر أهمية في هذه المرحلة من حياتها.
من جانب آخر، قد يبدو قرار بونعيلات منطقيًا للبعض في ظل الانشغالات البرلمانية الكثيرة التي يتطلبها منصبها، ولكن هذا يفتح الباب للتساؤلات حول دور الفنانين في الحياة السياسية، وهل من الصحيح أن يتم التخلي عن الجانب الفني من أجل التركيز على الشأن العام؟
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستستمر كليلة بونعيلات في تقديم نفسها كفنانة في المستقبل، أم أن السياسة ستأخذها تمامًا بعيدًا عن ساحة الفن؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال.