سعيد الناصيري بين نجاح فيلمة “نايضة” وحملة التشهير والجدل حول مساعدته للفنان القدير محمد الخلفي في أيام الاخيرة.

بقلــم : هاجــر القــاسمــي
حقق فيلم “نايضة” للمخرج والممثل المغربي سعيد الناصيري نجاحاً كبيراً عند عرضه، حيث لامس قلوب الجمهور بتناوله قضايا اجتماعية معاصرة بأسلوب كوميدي يجمع بين الترفيه والنقد، هذا العمل السينمائي الذي سجل إقبالاً واسعاً في دور العرض والمنصات الرقمية ، أثار جدلاً واسعاً بين محبي الناصيري ومنتقديه الذين رأوا في بعض جوانبه سطحية في معالجة القضايا التي تناولها.
لم تقتصر الانتقادات على العمل الفني فقط، بل امتدت لتطال مواقف الناصيري الإنسانية، خاصة بعد مبادرته لمساعدة الفنان القدير محمد الخلفي خلال أيامه الأخيرة هذه المبادرة، التي جاءت لتقديم العون لفنان ترك بصمة واضحة في الساحة الفنية المغربية، قوبلت بترحيب من طرف البعض، الذين اعتبروها دليلاً على وفاء الناصيري وتقديره لزملائه، بالمقابل رأى آخرون أن هذه الخطوة لم تكن خالصة النية، معتبرين أنها محاولة لكسب تعاطف الجمهور وتسليط المزيد من الأضواء على شخصه.
في هذا السياق، صرّح الفنان القدير محمد الخلفي قبل وفاته بكلمات مؤثرة عن سعيد الناصيري قائلاً: “سعيد الناصيري لم يتخلَّ عني في أزمتي الصحية، وكان سنداً حقيقياً لي. مواقفه الإنسانية كانت أكبر دعم لي في أصعب لحظات حياتي، وهذا ما يميز الإنسان عن الفنان، سأظل ممتناً له لما تبقى لي من أيام” هذا التصريح يعكس الاحترام الكبير الذي كان الخلفي يكنه للناصيري ويبرز الجانب الإنساني الذي يتجاوز العمل الفني.
الناصيري، من جانبه، رد على الانتقادات التي طالته بالتأكيد على أن ما قام به تجاه الخلفي كان بدافع إنساني بحت، بعيداً عن أي حسابات شخصية أو مهنية وأوضح أن دعمه للفنان الكبير هو تعبير عن الامتنان لمسيرته الفنية الحافلة وللدور الذي لعبه في تطوير المشهد الفني بالمغرب.
الجدل الذي أثارته هذه القضية يكشف عن تعقيدات الوسط الفني، حيث تتداخل المواقف الإنسانية مع الشهرة ما يجعل كل تصرف أو مبادرة عرضة للتأويلات المختلفة وبينما يصعب حسم النوايا الحقيقية وراء تصرفات الفنانين، يبقى من الضروري تسليط الضوء على معاناة الرواد الذين أسهموا في بناء الساحة الفنية المغربية.
ورغم الانتقادات التي طالت فيلم “نايضة” وموقف الناصيري تجاه الخلفي، لا يمكن إنكار تأثير هذا الفنان في الساحة الفنية، سواء من خلال أعماله السينمائية أو مواقفه الإنسانية. الجدل الدائر حوله يعكس التحديات التي يواجهها الفنانون المغاربة في التوفيق بين نجاحاتهم المهنية وصورتهم العامة أمام الجمهور.