حكومة تصفق لنفسها ” تتشكر راسها براسها ” والمواطن يواجه الغلاء والتهميش ووو… !

بقلــم : هاجــر القــاسمــي
في ظل واقع اقتصادي واجتماعي يزداد تأزماً تتوالى إشادات الحكومة بأدائها في مختلف المجالات رغم أن الواقع يعكس صورة مغايرة تماماً فبين موجات الغلاء المتصاعدة التي أنهكت جيوب المواطنين واستمرار معاناة متضرري زلزال الحوز الذين لا يزالون ينتظرون التعويضات والبدائل السكنية اللائقة يجد المغاربة أنفسهم أمام حكومة تفضل التصفيق لقراراتها بدل تقديم حلول واقعية للأزمات المتراكمة.
ارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات بات واقعاً يومياً يؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للأسر في ظل غياب إجراءات ملموسة لتخفيف العبء وعود التسقيف والمراقبة الصارمة والإجراءات التنظيمية التي سبق وتم الترويج لها لم تترجم إلى خطوات حقيقية على أرض الواقع ما جعل المواطن في مواجهة مباشرة مع موجة غلاء غير مسبوقة دون حماية تذكر.
على الجانب الآخر يعيش الشباب المغاربة وضعاً كارثياً مع تفشي البطالة بشكل غير مسبوق خاصة بين حاملي الشهادات العليا الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة قلة الفرص وسندان ظروف العمل الهشة في الوقت الذي ترفع فيه الحكومة شعارات تشجيع الاستثمار والتشغيل لا تزال معدلات البطالة في ارتفاع دون سياسات تشغيلية حقيقية تتماشى مع متطلبات سوق العمل.
أما في قطاع الصحة فالهجرة الجماعية للأطباء والأطر الصحية صارت مؤشراً خطيراً على هشاشة المنظومة الصحية إذ يفضل كثير من الأطباء المغادرة نحو الخارج بحثاً عن ظروف عمل تحترم كرامتهم المهنية وهو ما يؤدي إلى تفاقم الخصاص في المستشفيات العمومية التي تعاني أصلاً من قلة التجهيزات وضعف الخدمات المقدمة للمواطنين هذه الوضعية لم تدفع الحكومة إلى إعادة النظر في سياساتها الصحية بل اكتفت بتكرار الخطاب ذاته عن الإصلاحات المنتظرة دون تحقيق أي تقدم ملموس.
وسط هذه الأزمات يبدو أن الحكومة اختارت التغني بإنجازاتها عوض مواجهة الواقع مكتفية بإعلان أرقام وإحصائيات لا تعكس حقيقة الوضع على الأرض وبينما يعيش المغاربة ضغطاً اجتماعياً واقتصادياً غير مسبوق يستمر نهج الإشادة الذاتية كأداة لتلميع الصورة بدلًا من البحث عن حلول واقعية وفعالة تضمن للمواطنين حياة كريمة في وطنهم.