وطنية

مركب محمد الخامس الملايير تُهدر ومآسي المواطن المغربي تُغفل.

بقلــم : هاجــر القــاسمــي

طيلة العشر سنوات الاخيرة أصبح مركب محمد الخامس بالدار البيضاء عنوانا بارزا لصرف أموال ضخمة دون نتائج تبرر ذلك رغم الوعود المتكررة بإعادة تأهيل هذا الملعب الرياضي الكبير وتحويله إلى تحفة تضاهي الملاعب العالمية إلا أن الزائر لهذا الملعب سرعان ما يلاحظ غياب التغيير الملموس الملايير التي أنفقت عليه لم تُمكنه من الخروج من دائرة الانتقادات بسبب غياب الجودة وسوء التنظيم.

في المقابل يتساءل المواطن البسيط عن أولويات الإنفاق العام في بلد لا تزال المستشفيات تعاني من اكتظاظ شديد ونقص حاد في التجهيزات في المستعجلات يموت المرضى بسبب غياب الأطباء أو تأخر الخدمات بينما تظل الأموال تُهدر على مشاريع لا تحقق النفع المطلوب فكيف يمكن تبرير هذا الإنفاق المهول على ملعب لكرة القدم في وقت يعاني فيه المواطن من انهيار المنظومة الصحية؟

الواقع المرير يجعل من الحديث عن البنى التحتية الرياضية في المغرب أمراً صعباً إذ لا يمكن للمواطن أن يستوعب كيف يمكن استثمار مبالغ طائلة في ترميم ملعب في حين يمكن لنفس الأموال أن تبني مستشفيات وتجلب تجهيزات طبية حديثة وتنقذ الأرواح.

الرياضة مهمة لكنّ صحة المواطن أكثر أهمية فما الفائدة من ملاعب عالمية إن كانت الأرواح تُزهق في الطوارئ يوميًا بسبب غياب العناية الطبية؟ ألم يكن من الأولى أن توجه هذه المبالغ لتحسين البنية التحتية الصحية خاصة أن المستشفيات العمومية تعاني من وضع مزرٍ؟

إن ملف مركب محمد الخامس يعكس غياب رؤية واضحة في تدبير الأولويات فالمواطن المغربي لا يحتاج لملاعب تسحر العيون بقدر ما يحتاج لخدمات صحية تحفظ كرامته وتضمن له حقه في الحياة إلى متى سيظل التناقض سيد الموقف؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى