بقلــم : هاجــر القــاسمــي
في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع شهدت المؤسسات التعليمية المغربية انتشارًا ملحوظًا لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من قبل التلاميذ لإنجاز الواجبات والتمارين المدرسية، هذه الظاهرة أثارت قلق الخبراء التربويين الذين يرون أنها تُهدد مهارات الإبداع المستقل وتُفقد التلاميذ فرصة التعلم من أخطائهم.
مع توفر التكنولوجيا الحديثة بشكل واسع لم تعد هذه الأدوات مقتصرة على الأوساط الجامعية كما في السابق بل امتدت إلى التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي مما جعل الواجبات الدراسية تُنجز بسهولة ودون بذل الجهد الفكري المطلوب ويعتبر الخبراء أن هذه السهولة تُعيق التلاميذ عن تطوير التفكير النقدي ومهارات التحليل التي تُعتبر أساسية للنمو الأكاديمي والشخصي.
من جهة أخرى يرى بعض المختصين أن الاستخدام المنظم لهذه الأدوات تحت إشراف تربوي يمكن أن يسهم في تحسين عملية التعليم وتعزيز الفهم لدى التلاميذ إلا أن الاستخدام العشوائي لهذه التقنيات يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب تدخلًا سريعًا من وزارة التربية الوطنية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس ووضع برامج توعوية تُشرك التلاميذ وأولياء الأمور.
مع استمرار الجدل حول تأثير التكنولوجيا على التعليم يبقى السؤال المطروح هو كيفية تحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والحفاظ على تنمية قدرات التلاميذ بشكل مستقل ومستدام.
