المصور حميد بنسعيد ببغاوات.. من صانع البهجة إلى قضية رأي عام تصل إلى البرلمان.

بــقـلـم : هــاجــر القــاســـمـي
في خطوة أثارت استياء واسعًا في صفوف سكان مدينة شفشاون وزوارها، تحولت قضية المصور المحلي حميد بنسعيد إلى حديث الساعة بعدما فقد مصدر رزقه الوحيد المتمثل في تصوير السياح رفقة طيور الببغاء وذلك عقب قرار السلطات الإقليمية منع نشاطه بالساحة الرئيسية للمدينة القرار أثقل كاهله بغرامة مالية كبيرة رغم معاناته من مرض مزمن ووضع اجتماعي هش.
حميد بنسعيد الذي ارتبط اسمه بجمال شفشاون وبألوان طيور الببغاء التي زينت صور آلاف الزوار كان بمثابة رمز من رموز السياحة المحلية يقدم بلمسته الخاصة ذكرى خالدة لكل من وطأت قدماه المدينة الزرقاء فالببغاوات التي كانت رفيقة له لأكثر من 25 عامًا لم تكن مجرد وسيلة لكسب العيش بل جزءًا من هويته وروح المدينة التي أسهم في تعزيز جاذبيتها السياحية.
وقد تحولت قضيته إلى ملف تضامني واسع النطاق حيث ندد العديد من الهيئات المدنية والإعلامية والمواطنين بالقرار مطالبين بإلغاء الغرامة المفروضة على حميد ورد الاعتبار له كما بلغت القضية قبة البرلمان المغربي حيث تم توجيه سؤال كتابي إلى وزير الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري والمياه والغابات حول دوافع القرار ومدى مراعاته للأبعاد الإنسانية والاجتماعية.
الرسائل التضامنية التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي حملت دعوات صريحة للتدخل العاجل وإنصاف المصور الذي وصفه البعض بـ”السفير غير الرسمي لجمال شفشاون” وتوجهت المطالب نحو المسؤولين والهيئات المعنية بتحمل مسؤوليتهم تجاه شخص أسهم في الترويج للسياحة المحلية مؤكدين أن الإنسانية والتضامن قيم تتطلب التطبيق قبل الحديث.
وبينما ينتظر حميد بنسعيد العدالة يبقى الأمل معقودًا على أن تتحول هذه المحنة إلى درس يُلهم الجميع لأهمية دعم الأفراد الذين يساهمون في رسم صورة إيجابية للوطن.