تحت المجهرقضايا و رأيوطنية

التراشق السياسي بدل الحلول.. متى يعترف المسؤولون بأخطائهم؟

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي

مع اقتراب الانتخابات تعود نفس الأسطوانة إلى الواجهة …. قيادات حزبية تتقاذف الاتهامات وتصريحات غريبة تبرر الأوضاع الصعبة دون أي إشارة إلى المسؤولية الحقيقية في مشهد بات مألوفًا يتحول النقاش السياسي من البحث عن الحلول إلى محاولة تلميع الصورة وكأن الأزمة التي يعيشها المواطن المغربي جاءت من العدم أو أن الشعب هو المسؤول عن معاناته!

حين يرتفع الغلاء ويضعف الاقتصاد وتنهار القدرة الشرائية ، ينتظر المواطن إجابات واضحة وإجراءات ملموسة لكنه لا يجد سوى مزيد من التبريرات والمزايدات الفارغة بعض القيادات السياسية بدل أن تقدم كشف حساب عن أدائها تلجأ إلى أسهل طريق: إلقاء اللوم على الطرف الآخر سواء كان خصمًا سياسيًا أو حتى المواطن نفسه فهل أصبحت السياسة مجرد فن للهروب من المسؤولية؟

الأحزاب التي تتصارع اليوم على مواقع السلطة هي نفسها التي شاركت في تدبير الشأن العام لسنوات ورغم ذلك لا تتردد في الحديث وكأنها لم تكن جزءًا من المشهد أو كأن من يقود الحكومة ليس نفسه من يبرر الأوضاع الصعبة! والأغرب أن البعض يتحدث عن الإنجازات بلغة لا تمتّ بصلة لما يعيشه المغاربة يوميًا وكأن الواقع لا يعنيهم.

الانتخابات القادمة ليست مجرد استحقاق عادي بل اختبار حقيقي لمدى وعي المواطن وقدرته على التمييز بين الخطاب الشعبوي والسياسة الفعلية فالتغيير لا يكون بالوعود الزائفة أو المزايدات بل بالمحاسبة الفعلية لكل من يختبئ خلف التصريحات الفارغة فهل سنرى يومًا مسؤولين يعترفون بأخطائهم بدل البحث عن شماعة لتعليق الفشل؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى