تراجع مقلق في القطيع الوطني بالمغرب وسط تحديات استيراد المواشي وارتفاع الأسعار تزامنا مع إقتراب عيد الأضحى.

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي
كشف وزير الصناعة والتجارة رياض مزور عن أزمة حقيقية تواجه قطاع المواشي في المغرب حيث أظهرت الإحصائيات انخفاضًا حادًا في عدد الأكباش المتوفرة الذي قد لا يتجاوز المليون رأس مقارنة بأربعة ملايين رأس في السنوات الماضية و هذا التراجع الكبير الذي تراوح بين 40% و50% لم يقتصر على الأغنام فقط بل طال أيضًا الأبقار مما يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل هذا القطاع الحيوي.
وأرجع الوزير هذا الانخفاض إلى عدة عوامل أبرزها الصعوبات التي تواجه عملية استيراد المواشي خاصة بسبب الإجراءات المرتبطة بنقلها وفترة الراحة الطويلة التي تخضع لها إلى جانب الارتفاع المستمر في أسعار القطيع على المستوى الدولي و هذه العوامل ساهمت في تقليص العرض داخل السوق المغربي، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
في المقابل يطرح تساؤل مشروع حول الاستراتيجيات المتبعة في استيراد القطيع إذ رغم اعتراف الوزير بهذه التحديات فإن الحكومة لم تتجه إلى حلول بديلة أكثر فاعلية مثل استيراد المواشي من دول قريبة جغرافيًا مثل موريتانيا، تونس، مصر، السنغال ومالي مما كان من شأنه تقليل التكاليف وتسهيل عمليات التوريد.
وفي ظل هذا الوضع المقلق تتزايد المطالب بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز قطاع المواشي سواء عبر تطوير السياسات الزراعية لدعم المربين أو البحث عن آليات أكثر كفاءة لاستيراد القطيع وضمان استقرار السوق ويبقى الحل الأمثل هو الجمع بين دعم الإنتاج المحلي وتأمين مصادر استيراد موثوقة للحفاظ على استدامة هذا القطاع الحيوي الذي يشكل أحد ركائز الأمن الغذائي في المغرب.