قضايا و رأيمقتبسات

“في قلبي فلسـ.ـطين”.. شهادة أدبية على معاناة الطفولة تحت الاحـ.ـتلال للكاتبة عائشة محفاض

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي

تأتي رواية “في قلبي فلسطين” لتجسد واقعًا مؤلمًا يعيشه الشعب الفلسطيني حيث تنقل الكاتبة عائشة محفاض من خلال شخصية الطفلة دلال تفاصيل دقيقة عن الحياة تحت وطأة الحروب فالرواية ليست مجرد عمل أدبي بل شهادة إنسانية تنبض بالمآسي التي تطال الأبرياء خصوصًا الأطفال الذين يجدون أنفسهم فجأة داخل دائرة العنف يفقدون أحلامهم وأحيانًا حياتهم.

تبدأ القصة باستعراض لحياة دلال قبل اندلاع الحرب حيث كانت تعيش في منزل دافئ مع أسرتها تحلم بأن تصبح مهندسة معمارية وتنظر إلى المستقبل بعين طفلة لا تعرف سوى الحب والأمان لكن هذه الطفولة البريئة لم تدم طويلًا فمع أولى غارات الاحتلال يتحول المشهد إلى نقيضه تمامًا إذ تجد دلال نفسها وسط الدمار وتفقد والدها وأخيها لتبدأ رحلة جديدة من التشرد والمعاناة.

الرواية تُبرز بقوة الجانب النفسي للمعاناة حيث تُظهر التحولات العاطفية التي تمر بها دلال من الخوف والصدمة إلى الحزن ثم إلى محاولات التأقلم مع الواقع الجديد و تسلط الضوء أيضًا على واقع النساء الفلسطينيات اللواتي يتحملن عبء الفقدان والمسؤولية معًا ويصبحن رموزًا للصمود والاستمرار رغم الظروف القاسية.

ما يميز “في قلبي فلسطين” هو أنها لا تنقل فقط الألم بل تحمل بين طياتها أيضًا شعلة الأمل والمقاومة “دلال” رغم كل ما مرت به لا تزال تحمل حلمها بالعودة إلى منزلها وإعادة بناء ما دمره الاحتلال هذه الرسالة تطرح تساؤلًا مهمًا حول دور المجتمع الدولي ومدى قدرته على حماية الأطفال الفلسطينيين وضمان أبسط حقوقهم في الحياة والتعليم والأمان.

الرواية تعكس بوضوح أن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي بل هي مأساة إنسانية متجددة حيث يدفع الأبرياء الثمن الأكبر من خلال قصة دلال تُعيد الرواية طرح معاناة الفلسطينيين في قالب أدبي يجعل القارئ لا يقرأ فقط بل يعيش الألم ويشعر بحجم الظلم الذي يتعرض له الأطفال في غزة الذين أصبحوا شهودًا على حروب لم يختاروها لكنهم يدفعون ثمنها يوميًا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى