أخبار بالدارجة المغربيةالمجتمعتحت المجهرقضايا و رأي

قصة عبد الإله الشاب المراكشي.. بائع الحوت الذي تحدى لوبيات البحر فسُحِق ولكن كسب حب وتعاطف المغاربة …

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي

قصة اليوم تَتْعكس الواقع الاليم لبزاف ديال الشباب المغربي قصة ديال واحد الشاب المراكشي لقرر يكسر قواعد السوق ويفتح الباب أمام المواطنين الدراوش باش يشريو الحوت بعيدا على الأسعار الملتهبة لي كاتفرضها الأسواق حيث كان كايبيع السردين بخمسة دراهم للكيلو والناس تهافتو عليه وفرحانين بثمن معقول كيخلي حتى الطبقات البسيطة تذوق الحوت لولا حلم البزاف ديال المغاربة بلا ما يكون عندهم همّ الغلاء….. تيبع الحوت بثمن مناسب ولكن هاد القرار ما عجبش “لوبيات الحوت” لي شافو فيه خطر على مصالحهم فاش كانت الناس كاتشري منو السردين بخمسة دراهم كانت أيادي خفية كاتخدم باش تسد عليه الباب حتى اضطر يعلن التوقف عن البيع نهائيا.

عبد الإله أو “عبدو” ما كانش مجرد بائع حوت عادي بل شاب لفتح باب لنقاش كبير بين المغاربة : علاش الأسعار كاترتفع فالسوق وعلاش المستهلك المغربي ديما الضحية؟ منين كايخرج الحوت بثمن قليل علاش كايتم التلاعب بيه حتى كيوصل بأضعاف الثمن؟

بعد الضجة الإعلامية…. الشاب فالبداية ديالو عبدو كان كايواجه غير انتقادات من بعض التجار ولكن سرعان ما تحول الأمر إلى عراقيل حقيقية حتى تم منعه من دخول ميناء المرسى لي كان كايجيب منو السلعة وحسب كلامو تم التضييق عليه حتى فقد الأمل….

فآخر فيديو ليه وجه رسالة مغلفة بالحزن والدموع قال فيها أن هادشي كان آخر مرة غادي يبيع فيها الحوت وأن السوق عندو “مالين الوقت” لي ما كايقبلوش أي واحد يجي يبدل القواعد وخاص المستهلك المغربي يبقى تحت رحمة الأثمنة المرتفعة لي كايحكم فيها الوسطاء واللوبيات .

اللي وقع لعبد الإله هو صورة مصغرة لطريقة عمل الأسواق الكبرى في المغرب لي كاتكون فيها شبكات مصالح أقوى من القانون عوض ما الدولة تدخل باش تحمي المنافسة الشريفة شفنا أن “القوانين الغير المكتوبة” ديال السوق هي لي انتصرت…

كيف يعقل أن شاب عندو طموح يقدم منتوج بسعر مناسب يواجه كل هاد القمع؟ علاش المستهلك المغربي ديما هو الضحية فهاد المنظومة وفين هي الدولة من هادشي ولوبيات السوق كاتبان أقوى من القانون وهادي إشارة خطيرة على أن اللي كايحكم الأسعار ماشي هو العرض والطلب وإنما مصالح فئة معينة لي كاتفضل الربح الكبير ولو على حساب جيب المواطن البسيط.

كاينين أسئلة كثيرة كايخصها أجوبة: شكون المستفيد الحقيقي من إقصاء عبد الإله؟ و علاش الدولة ما تدخلاتش باش تحمي حقو في البيع؟…واش المستهلك المغربي محكوم عليه يشري الحوت بأثمان مبالغ فيها للأبد؟

القضية ديال عبد الإله ماشي غير قصة شاب بغا يخدم بل هي درس لكل واحد كايتجرأ يواجه الاحتكار بوحدو اليوم عبد الإله استسلم ولكن الرسالة بقات واضحة: السوق المغربي ما زال عندو لوبيات كتتحكم فيه والمواطن هو الضحية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى