حزب الأصالة والمعاصرة يحاول ترقيع صورته بعد فضائح منتخبيه ويركب موجة المونديال بمبادرة جيل 2030.

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي
أطلق حزب الأصالة والمعاصرة مبادرة جديدة تحت عنوان “جيل 2030” تهدف حسب ما تم الترويج له إلى إدماج الشباب في صياغة السياسات العمومية إذ تم الإعلان عن هذه المبادرة خلال نشاط احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط وهو الفضاء الذي أثارت طريقة تدبيره من طرف إدارته وعلاقاته بأعضاء ديوان وزير الثقافة عدة تساؤلات خلال أنشطة رسمية سابقة.
غير أن المبادرة أثارت منذ لحظة الإعلان عنها العديد من الانتقادات بحيث أن الوجوه التي تصدرتها هي ذاتها المستفيدة من ريع الحكومة سواء عبر المناصب داخل الدواوين الوزارية أو من خلال الصفقات والتوظيفات في مناصب عليا حيث إن أبرز مثال على ذلك هو أن من قدم المبادرة ليس سوى مدير السكن بوزارة الإسكان والتعمير التي ترأسها المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري مما يجعل المبادرة تبدو كخطوة داخلية للحزب أكثر من كونها مشروعاً وطنياً شاملاً.
طوال مساره السياسي لم يكن للأصالة والمعاصرة امتداد شبابي واضح إذ ظل حزباً قائماً على شبكة المنتخبين والمصالح دون أن يمتلك قاعدة شبابية حقيقية ورغم محاولاته المستمرة لإعطاء صورة مختلفة فإن مبادراته ظلت محصورة داخل الرباط ومنتفعة منها فئة محدودة لذلك فكيف يمكن لحزب لا يمتلك تنظيماً شبابياً قوياً أن يتحدث عن تمكين الشباب وإشراكهم.
الإشكال الأكبر في هذه المبادرة هو أنها تأتي من حزب تصدرت رموزه عناوين قضايا الفساد والمحاكمات من سعيد الناصري إلى عبد النبي بعيوي وغيرهما من المسؤولين المنتخبين المتابعين بتهم ثقيلة لهذا فكيف يمكن لحزب تحاصره الفضائح أن يطرح نفسه كواجهة إصلاحية موجهة للشباب.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل إن الوزير المكلف بقطاع الشباب المهدي بنسعيد حضر في مقدمة الوجوه المشاركة في تناقض واضح بحيث إنه من موقعه الحكومي هو المسؤول الأول عن السياسات العمومية الموجهة للشباب لذلك فإذا كانت هذه السياسات فاشلة فالمسؤولية تقع على عاتق الحكومة التي ينتمي إليها وليس جهة أخرى وهذا التناقض يطرح أكثر من سؤال حول الغاية الحقيقية من إطلاق المبادرة.
وفي سياق تعزيز حضورها الرقمي لجأ الحزب إلى بعض المؤثرين وصناع المحتوى الذين سبق أن استُعملوا في حملات ترويجية لمبادرات مثل “جواز الشباب” بحيث أن هؤلاء الذين ينشطون في منصات البث المباشر وألعاب الفيديو تم توظيفهم لإضفاء بعد شبابي رقمي على المبادرة غير أن تأثيرهم يظل محدوداً مقارنة بأسماء أخرى تحظى بمصداقية أكبر لدى الشباب.
في نهاية تبدو “جيل 2030” محاولة أخرى من حزب الأصالة والمعاصرة لتلميع صورته استعداداً لأي استحقاقات سياسية قادمة أكثر منها مبادرة حقيقية لتمكين الشباب وبينما يُزج بالشباب كواجهة تسويقية يظل الشباب الفاعل والحقيقي هو الذي يشتغل بعيداً عن الحسابات السياسية والحملات الموسمية.