قضايا و رأي

تحت شعار ” زكارة فالمروك “الرئيس الجزائري يتراجع عن تصريحاته ويقرر استيراد مليون رأس من الغنم قبل عيد الأضحى.

تحـــريـــر : نبيل الهــراوي

في خطوة تعكس الارتجالية في تدبير الشأن الاقتصادي أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس الأحد عن قرار يقضي باستيراد مليون رأس من الغنم استعدادًا لعيد الأضحى المقبل رغم تأكيداته السابقة بأن الجزائر لن تلجأ إلى الاستيراد هذه السنة لأنها تحقق الاكتفاء الذاتي من الثروة الحيوانية وهذا ما يجعل هذا القرار يثير الكثير من التساؤلات.

ويأتي هذا القرار بعد فترة قصيرة من إعلان المغرب إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي لهذا العام بسبب تداعيات الجفاف والظروف الاقتصادية التي تمر بها المملكة وهذا ما يدفع البعض إلى التساؤل حول ما إذا كان هذا التراجع الجزائري يحمل أبعادًا أخرى غير مرتبطة فقط بالوضع الداخلي للجزائر.

ويرى خبراء ومهتمون أن هذا القرار يعكس محاولات السلطات الجزائرية تهدئة المخاوف المحلية بشأن ارتفاع أسعار الأضاحي واللحوم في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد حيث يواجه المربون تحديات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الأعلاف وتأثيرات الجفاف التي أثرت بشكل ملحوظ على قطاع تربية المواشي.

كما أن اللجوء إلى الاستيراد رغم تكلفته المالية الباهظة قد يزيد من الضغوط الاقتصادية على الجزائر خاصة مع المطالب المتزايدة للدعم الحكومي من قبل مربي الماشية المحليين الذين يعانون من ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وانعكاسات الأوضاع المناخية التي زادت من معاناتهم.

وهذا التحول المفاجئ في قرارات الرئيس تبون دون أي توضيحات رسمية حول أسباب التراجع عن تصريحاته السابقة يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى استناد السياسات الاقتصادية في الجزائر إلى رؤية استراتيجية واضحة أم أنها مجرد قرارات ظرفية تخضع لحسابات آنية دون مراعاة التداعيات طويلة الأمد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى