فضيحة حكومية و اعترافات رسمية تفضح التلاعب بمصالح المغاربة.

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي
في خطوة غير مسبوقة كشف نزار بركة وزير التجهيز والماء والأمين العام لحزب الاستقلال أن مستوردي الأغنام والأبقار حصدوا أرباحًا ضخمة بلغت 13 مليار درهم بينما يعاني المواطن المغربي من ارتفاع الأسعار وضيق المعيشة وهذه التصريحات لم تصدر عن معارض سياسي أو خبير اقتصادي محايد وإنما جاءت من أحد أبرز أعضاء الحكومة مما يعكس حجم الفساد المستشري والتلاعب الواضح بمصالح الشعب.
والأمر لا يقف عند هذا الحد حيث سبقه اعتراف آخر من فوزي لقجع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية الذي أقر بأن الدعم الحكومي لمستوردي الخرفان خلال عيد الأضحى كان غلطة فادحة إذ لم يستفد منه المواطنون بل صب في جيوب قلة قليلة مما يعكس سوء تدبير صارخ واستهتارًا بالمال العام.
وهذه الاعترافات ليست مجرد تصريحات عابرة بل أدلة دامغة على أن الحكومة الحالية لم تفشل فقط في حماية القدرة الشرائية للمغاربة بل كانت شريكًا في تعميق الأزمة فكيف يمكن لحكومة أن تعترف بأخطائها الكارثية دون اتخاذ أي إجراءات فعلية لإصلاح الوضع ولماذا لم تحاسب الجهات التي استفادت من هذه السياسات الفاشلة.
وفي ظل هذا الواقع لم تعد الأزمة الحالية مجرد فشل حكومي بل أصبحت أزمة ثقة بين المواطن والسلطة وإذا كانت الحكومة عاجزة عن وقف هذا النزيف الاقتصادي فلا خيار أمامها سوى الرحيل وإن استمرت في تجاهل الأصوات الغاضبة فإن التدخل الملكي بات ضروريًا لوقف هذا العبث وحماية استقرار البلاد.