المجتمعسياسةقضايا و رأيمقالات الرأيوطنية

فاطمة الزهراء المنصوري في قلب فضيحة “القفف السياسية”.

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي

في مشهد يعكس بؤس المشهد السياسي المغربي عادت فضيحة استغلال العمل الخيري لأغراض انتخابية إلى الواجهة وهذه المرة بطلتها فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الجماعي لمراكش ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة حيث تم تدوال مقطع فيديو متداول كشف توزيع قفف غذائية على بعض الأضرحة، مع الإصرار على التأكيد بأن هذه “الهِبات” جاءت من “العمدة” شخصيًا في خطوة لا يمكن وصفها إلا بالمتاجرة الصريحة بحاجات المواطنين وتحويل الإحسان إلى أداة لاستمالة الأصوات الانتخابية بطريقة مكشوفة ومهينة.

الفيديو الذي أثار حفيظة المغاربة أظهر شخصًا يحمل أكياسًا مليئة بالمساعدات الغذائية ويوجهها إلى أحد كبار السن مشددًا على ضرورة إيصالها إلى سكان ضريح الشيخ أبو العباس مع التذكير بأن هذه القفف مقدمة مباشرة من فاطمة الزهراء المنصوري في استعراض فجّ لمنطق “اشترِ الدعاء تربح الولاء” وكأن العمل السياسي أصبح مرادفًا لممارسة الشعوذة عبر الأضرحة بدل التركيز على تدبير الشأن العام وخدمة المواطنين بمشاريع حقيقية.

هذه الفضيحة ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل إذلال المغاربة عبر قفف الذل التي تُوزع بمناسبة أو بدونها، فيما تتجاهل الحكومة والمسؤولون الأوضاع المزرية التي يعيشها الآلاف من المواطنين لا سيما في المناطق المتضررة من الزلزال حيث لا يزال سكان إقليم الحوز، الذين فقدوا بيوتهم وأرزاقهم يعيشون تحت خيام ممزقة وسط برد قارس دون أي التفاتة حقيقية من الدولة.

وفي رد ساخر على هذه المهزلة قال إسحاق شارية الأمين العام للحزب المغربي الحر إن “لجواد ديال ضريح الشيخ أبو العباس وصلاتهم القفة وتيدعيو معاك وتيقولوليك راك ناجحة فالانتخابات القادمة… وراه سبعة رجال كلهم راضيين عليك غار زيدهم فالقفة مع شي دبيحة ديال شي فروج كحل وراكي رئيسة حكومة” في إشارة واضحة إلى الطريقة المبتذلة التي يتم بها استغلال الدين والشعوذة لتلميع صورة السياسيين أمام الرأي العام.

وأضاف شارية في تدوينة غاضبة على حسابه بـ”فيسبوك” أن هذه القفف ليست سوى استمرار لنهج الإهانة والتحكم حيث يتم تحويل المواطنين إلى مجرد متسولين ينتظرون فتات السياسيين بدل أن يكونوا أصحاب حقوق تضمن لهم العيش بكرامة، متسائلًا: “أين كانت هذه القفف حين كان سكان الحوز يموتون بردًا؟ أين كانت حين كان الأطفال يبيتون تحت رحمة السماء؟ أم أن الإحسان لا يُوزّع إلا حيث توجد المصالح الانتخابية؟”.

ما يحدث اليوم ليس صدفة بل هو نموذج صارخ لكيفية استغلال السلطة والمال العمومي في حملات انتخابية مقنعة حيث يُراد للمواطن أن يظل حبيس عقلية “الصدقة” بدل أن يكون شريكًا في صناعة التغيير والمطالبة بحقوقه المشروعة لهدا إن تحويل العمل الخيري إلى وسيلة لشراء الولاءات هو أكبر إهانة للشعب المغربي الذي يستحق برامج تنموية حقيقية وليس مجرد أكياس غذائية تُلقى في الأضرحة لجلب الحظ الانتخابي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى