قراءة علاش تيفي : الدور المغربي في اتفاقيات أبراهام هل هي ثقة أمريكية أم ابتزاز سياسي؟

بقلــم : هاجــر القــاسمــي
في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز اتفاقيات أبراهام التي تعد المغرب أحد أركانها الأساسية في إطار جهودها لتوسيع دائرة التعاون الإقليمي حيث جاء هذا التحرك في المكالمة الهاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو ونظيره المغربي ناصر بوريطة في 27 يناير 2025 حيث ناقش الجانبان تعزيز الشراكة بين واشنطن والرباط في مجالات السلام والأمن الإقليمي والدولي في ظل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس.
وتطرق الحديث إلى دور المغرب في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع التأكيد على دور المملكة الريادي في تقديم المساعدات الإنسانية للقطاع وكان وزيرا الخارجية قد أكدا التزام بلديهما بالتعاون المكثف في تعزيز المصالح المشتركة في المنطقة وإنهاء النزاعات في سياق تعزيز اتفاقات أبراهام.
وقد شهدت الاتفاقات في البداية توقيعها في 2020 برعاية الولايات المتحدة خلال فترة إدارة الرئيس دونالد ترامب وهي اتفاقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية بما في ذلك المغرب وكان اهتمام واشنطن بتعزيز هذا المسار بما في ذلك إشراك دول جديدة واضحاً في الاتصال الأخير بين المسؤولين الأمريكيين والمغاربة.
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي محمد سالم عبد الفتاح أن الولايات المتحدة تعتمد على الحكمة المغربية في التعامل مع القضايا الإقليمية بما في ذلك القضية الفلسطينية التي تظل قضية وطنية محورية بالنسبة للمغرب إذ يرى المغرب في اتفاقات أبراهام فرصة لتعزيز السلام وحل القضايا العالقة في الشرق الأوسط دون التفريط في موقفه الثابت بشأن فلسطين الذي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهة أخرى يبرز الدكتور إسماعيل حمودي أستاذ العلاقات الدولية في تحليله أن هناك ضرورة لفصل التطبيع مع إسرائيل عن قضية الصحراء المغربية ويرى أن الربط بين تعزيز العلاقات المغربية-الأمريكية والتطبيع مع إسرائيل قد يشكل نوعاً من الابتزاز السياسي حيث تعتبر واشنطن التطبيع شرطاً أساسيّاً لتعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية ويؤكد حمودي أن استمرار المغرب في هذا المسار قد يضرّ بسمعته في العالمين العربي والإسلامي وينبغي أن يسعى إلى تحقيق توازن دبلوماسي بعيد عن الضغوط الخارجية.
وتعتبر هذه التحليلات دليلاً على التحديات التي تواجه الرباط في سعيها لمواصلة علاقاتها مع الولايات المتحدة خاصة في ظل الضغوط المستمرة المتعلقة بفتح السفارات بين المغرب وإسرائيل كما أن المغرب الذي يحاول الحفاظ على توازن في علاقاته مع مختلف القوى يواجه صعوبة في إدارة هذه العلاقات مع الحفاظ على مواقفه الثابتة بشأن القضايا العربية والإقليمية.
إجمالاً تواصل الولايات المتحدة تعزيز موقعها في المنطقة من خلال اتفاقات أبراهام وفي الوقت ذاته تسعى المغرب إلى الحفاظ على استقرار دبلوماسي يعكس مصالحها الوطنية ويحترم مواقفها التاريخية.