ملتقى الإبداع في السينما الوثائقية والمحتوى الرقمي يفتح آفاقًا جديدة بجامعة ابن طفيل.

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي
انطلقت فعاليات ملتقى الإبداع في السينما الوثائقية والمحتوى الرقمي اليوم السبت 22 فبراير 2025 بالمسرح الجامعي لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة حيث شارك في هذا الحدث نخبة من الأساتذة والخبراء وصناع المحتوى الرقمي والسينمائي وقد جمع الملتقى بين الأكاديميين والمهنيين من مختلف المؤسسات والهيئات المهتمة بالصناعة السمعية البصرية ومن بين هذه الجهات نجد المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط بالإضافة إلى المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة وأيضًا فيدرالية مهنيي السينما والسمعي البصري بالصحراء إلى جانب مسلك مهن الإعلام والصناعة الثقافية فضلًا عن شركات الإنتاج ووسائل الإعلام المختلفة.
وقد افتُتحت الفعالية بكلمة ترحيبية ألقتها الطالبة مديحة بوقال التي استهلت الملتقى بأبيات شعرية احتفت بأهدافه وأبرزت دوره في تطوير المحتوى الرقمي ودفعه نحو الاحترافية ثم تلتها الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الأستاذ محسن بطشي المكلف بالشؤون البيداغوجية والذي تحدث نيابة عن عميد الكلية الذي تعذر عليه الحضور بسبب وعكة صحية حيث عبر عن اعتزاز الجامعة باستضافة هذا الحدث وأشاد بالجهود التي بذلها الطلبة والأساتذة لإنجاحه بينما عبر الأستاذ مراد التعرابتي عن سعادته بتأطير هذه المبادرة مشددًا على أهمية الحوار وتبادل الأفكار في تعزيز الابتكار لدى الشباب .
وقد شهد الملتقى جلسة حوارية مع المخرج حكيم بلعباس حيث أدارها الناقد السينمائي الحبيب الناصري وتطرق خلالها إلى مسيرته السينمائية وأعماله التي تمثل تجارب إنسانية عميقة مثل “خيط الروح” و”أشلاء” و”علاش البحر” كما تم خلال الجلسة عرض فيديو بعنوان “تأملات” قدم من خلاله المخرج رموزًا من الهوية المغربية حيث تناول الشاي واللباس التقليدي وشجرة الأركان إضافة إلى مشاهد تعكس الروح الوطنية والانتماء الثقافي العميق وقد وصف بلعباس هذا العمل بأنه تجربة وجدانية تعكس علاقته بالموت والحياة معتبرًا أن السينما وسيلة للتعبير عن المخاوف والأحاسيس التي تسكن الإنسان.
وقد تخلل الملتقى عرض مشاريع تخرج طلبة صناعة الفيلم الوثائقي حيث تم تقديم مجموعة من الأفلام التي تناولت مواضيع اجتماعية وإنسانية متنوعة ومن بين هذه الأعمال نجد “سر النوالة” للمخرجة غزلان بن سجاي الذي يوثق ذاكرة المقاومة من خلال شهادة جدة من الخميسات وكذلك “رحيل بلا وداع” ليونس بوحمالة الذي يعكس مشاعر الحزن العميقة لفقدان الأم فضلًا عن فيلم “سنا” لأيوب لاركو الذي يبرز شغف الأطفال بالسينما وأيضًا “فنادينيت” لرشيد داود الذي يروي قصة رجل أفنى حياته في البحث عن معدن نادر بميدلت وأيضًا فيلم “جغمة وحكمة” لصلاح الدين رقيقي الذي سلط الضوء على الشاي كموروث ثقافي يعكس قيم الكرم والجود في المجتمع المغربي.
وضمن فقرة اللقاءات الحوارية استضاف الملتقى المؤثرين الرقميين أمين العوني وفاطمة الزهراء العسكري حيث قدما تجاربهما في صناعة المحتوى إذ تحدثت العسكري عن إنتاجها لوثائقيات تحقيقية تتناول قضايا الجرائم والسياسة بينما تطرق العوني إلى التحديات التي تواجه صناع المحتوى الرقمي وقد أكد على أهمية الأصالة والتخصص في هذا المجال.
وفي ختام اليوم الأول تم عرض فيلم “تمغرابيت” للمخرج أمين العوني حيث ركز هذا العمل على التراث المادي باعتباره وسيلة لتعزيز الهوية الوطنية وقد استعرض الفيلم تجربة مبادرة “مغاربة بهدف” التي أطلقها شباب مغاربة مقيمون بالخارج حيث تهدف هذه المبادرة إلى دعم الأطفال في الأقاليم الجنوبية للمملكة وترسيخ قيم الانتماء والفخر بالوطن.






وقد شهدت الفعالية تفاعلًا إيجابيًا من المشاركين الذين أكدوا على أهمية تنظيم مثل هذه الملتقيات لتعزيز قدرات الشباب في صناعة المحتوى الرقمي والسينمائي كما دعت التوصيات الختامية إلى توسيع نطاق هذه المبادرات وتشجيع الطلبة على تقديم أعمال ذات بعد إبداعي ورسالة هادفة وقد اختتم اليوم الأول من الملتقى بكلمة ملهمة تقول “كل شخص في الدنيا لديه قصة ليرويها”.