فرنسا…دعوات لإعلان حالة طوارئ رقمية لحماية الشباب من إدمان الشاشات.

دعا رئيس الوزراء الفرنسي السابق غابرييل أتال إلى جانب طبيب الأطفال النفسي مارسيل روفو إلى إعلان حالة طوارئ ضد الشاشات وذلك بهدف حماية الشباب الفرنسي من مخاطر الإدمان الرقمي وقد أثارت هذه الخطوة نقاشا داخل الأوساط السياسية والطبية في البلاد.
وفي مقال مشترك نُشر بصحيفة لو فيغارو عبّر أتال وروفو عن قلقهما العميق من التأثيرات السلبية المتزايدة لاستخدام الشاشات بشكل مفرط على الصحة النفسية والعقلية للمراهقين حيث اعتبرا أن الوضع الحالي يُمثل تهديداً صحياً يتطلب تحركاً وطنياً عاجلاً.
وطرحت المبادرة جملة من المقترحات الجريئة حيث كان أبرزها فرض حظر كامل على استخدام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا لمنصات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى فرض حظر تجول رقمي على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا وذلك بمنعهم من استعمال هذه المنصات خلال الفترة الممتدة من الساعة العاشرة ليلاً حتى الثامنة صباحاً كما أوصى المقال بإجراء مقابلات تقييمية إجبارية عند التحاق التلاميذ بالمرحلتين الإعدادية والثانوية وذلك للكشف المبكر عن علامات الإدمان الرقمي والتدخل قبل استفحال الحالة.
ومن أجل تنظيم المحتوى الرقمي دعا الكاتبان إلى إنشاء مؤشر إدمان وطني يصنّف التطبيقات والمنصات الرقمية حسب مستوى تأثيرها على المستخدمين كما اقترحا فرض ضريبة بنسبة 2 في المائة على أرباح الشركات التكنولوجية والمنصات الرقمية حيث يتم تخصيص عائداتها لتمويل برامج الدعم النفسي والتوعية في المدارس والمجتمع.
وتأتي هذه الدعوة في وقت تتصاعد فيه التحذيرات العلمية من العلاقة الوطيدة بين الإفراط في استخدام الشاشات وارتفاع معدلات القلق واضطرابات النوم والاكتئاب في صفوف المراهقين وقد ختم أتال وروفو المقال بدعوة إلى إطلاق حوار وطني واسع يشمل الأسر والمهنيين وصناع القرار وذلك بهدف سن تشريعات متقدمة تعيد رسم العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا وتحمي الأجيال القادمة من الانزلاق في دوامة الإدمان الرقمي.