المجتمعقضايا و رأيوطنية

الطريقة البنانية تعلن انخراطها العملي في خطة “تسديد التبليغ” استجابة لدعوة الإصلاح الديني.

تــحــريــر: هـــاجـــر القـــاسمـــي

أعلنت الطريقة البنانية بمشيختها ومريديها في رسالة وجهها الشيخ لطف الله البناني إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأستاذ أحمد التوفيق عن انخراطها العملي في خطة “تسديد التبليغ” التي يشرف عليها المجلس العلمي الأعلى تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس إذ يأتي هذا الإعلان في تجاوب لافت مع المحاضرة التي ألقاها الوزير مساء السبت 17 ماي 2025 بمدينة مراكش والتي أبرز فيها الأدوار التاريخية والتربوية للزوايا في بناء الإنسان وتوجيه المجتمع.

وقد أشادت الزاوية البنانية بمضامين المحاضرة حيث اعتبرت أن تأكيدها على التكوين الروحي والأخلاقي يعكس جوهر الرسالة الصوفية وذلك في انسجام تام مع مقولة مؤسسها الشيخ أبي بكر البناني “بناء الإنسان قبل بناء الحيطان” كما وفي سياق التفاعل العملي مع هذه الرؤية أعلنت الطريقة البنانية عن مجموعة من الالتزامات التي تهدف إلى الإسهام الفعلي في خطة “تسديد التبليغ” من خلال توظيف خبرتها التربوية والعرفانية في تنظيم مجالس الذكر والتكوين والتوعية علاوة على تأهيل الطاقات الشابة علميًا وروحيًا داخل المغرب وخارجه بما يمكنها من التبليغ بالقدوة والسلوك قبل الخطاب.

كما عبرت الزاوية عن استعدادها للانفتاح على المؤسسات الرسمية وخاصة المجالس العلمية من أجل تنسيق الجهود وتبادل الخبرات علاوة على تأكيدها أهمية استثمار الرصيد الجمالي والعرفاني للزاوية في بناء خطاب ديني إيجابي يعيد ثقة الناس في الدين ويعزز صلته بالواقع.

ويرى متتبعون أن هذه الخطوة تعكس وعي الطريقة البنانية بأهمية المساهمة في مشروع الإصلاح الديني حيث تشير إلى انتقال الزوايا من الانغلاق الطقوسي إلى الانخراط الواعي في قضايا الأمة الروحية والثقافية في حين يُجمع العارفون بالمجال الصوفي المغربي على أن دور الزوايا اليوم لم يعد ترفًا رمزيًا بل أصبح ضرورة ملحة في ظل تعقّد التحديات الروحية والسوسيوثقافية التي تواجه المجتمع.

وتجدر الإشارة إلى أن خطة “تسديد التبليغ” تسعى إلى تجاوز التبليغ الشكلي نحو تأطير متكامل يزاوج بين العمق الروحي والوعي بالواقع ولذلك فإن الزوايا أصبحت طرفًا محوريًا في تحقيق هذا التحول من خلال التربية والمواكبة وليس فقط التلقين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى