الرجاء الرياضي يُدشّن مرحلة جديدة عبر تفعيل الشركة الرياضية واستقطاب مستثمر مؤسساتي لإنقاذ الفريق الأخضر..

تــحــريــر: هـــاجـــر القـــاسمـــي
عقد المجلس الاستشاري لنادي الرجاء الرياضي يوم السبت 24 ماي 2025 لقاءً تواصليًا مع السيدات والسادة المنخرطين بالنادي، حيث تم خلاله تقديم تفاصيل مشروع جديد يهدف إلى إحداث تحول نوعي في مسار النادي، إذ يرتكز على حل إشكالية الديون والهيكلة المالية من خلال البحث عن مستثمر مؤسساتي وطني أو أجنبي لتفعيل الشركة الرياضية، وذلك في انسجام تام مع توجهات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الرامية إلى إصلاح المنظومة الكروية وتعزيز الحكامة المالية والتدبير المستدام.
واعتبر المجلس الاستشاري أن الوضعية الحالية تستوجب اعتماد نموذج جديد يسهم في بناء نادٍ منظم وهيكل قادر على التنافس محليًا وقاريًا، ولهذا السبب تم إطلاق مسلسل مفاوضات امتد لأشهر مع شركاء محتملين، وفي الأخير تم التوصل إلى اتفاق نهائي مع مستثمر مؤسساتي عبر تفعيل شراكة استراتيجية مع مؤسسة “راجا أس آي” كما تم تقديم تقييم مالي دقيق لأصول النادي يشمل اللاعبين والعلامة التجارية والأكاديمية، حيث قُدّر المجموع الخام للأصول بمبلغ 510 ملايين درهم، في حين بلغت الديون المستحقة 130 مليون درهم، ونتيجة لذلك تم تقييم النادي بصافي 380 مليون درهم.
وتم الاتفاق على استثناء أكاديمية النادي من عملية التحويل إلى الشركة الرياضية، إذ ستبقى مملوكة للجمعية وسيتم وضعها تحت تصرف الشركة، ومن جهة أخرى ستقوم الجمعية بالمساهمة بمبلغ 100 مليون درهم، أي ما يعادل قيمة الأصول المحولة، في حين يلتزم المستثمر بضخ مبلغ 150 مليون درهم على ثلاث دفعات تمتد على مدى ثلاث مواسم وذلك ضمن رأسمال إجمالي يتراوح بين 250 و300 مليون درهم.
وفي هذا السياق، تقرر توزيع رأسمال الشركة الرياضية بنسبة 60% للمستثمر المؤسساتي، في حين ستحصل جمعية نادي الرجاء الرياضي على نسبة 40%، كما سيتم توقيع عقد تدبير يحدد آليات نقل المهام ومدة العقد وطبيعة العلاقة بين الجمعية والشركة، وذلك وفقًا لمقتضيات القانون 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة.
وتسعى هذه الشراكة الاستراتيجية إلى الدمج بين الخبرة التقنية الرياضية والكفاءات الإدارية والمالية للمستثمر، إذ سيتم اعتماد نموذج حكامة جديد ينسجم مع أهداف المرحلة ويسهم في تحسين الأداء بشكل نوعي مقارنة بالتسيير الجمعوي التقليدي حيث يرى المجلس الاستشاري أن هذا المخطط يمثل الحل الأنسب لإخراج النادي من أزمته العميقة، كما يشكل فرصة تاريخية لبناء نادٍ منظم وهيكل يكون رائدًا على مستوى القارة الإفريقية، ونتيجة لذلك سيكون الرجاء أول نادٍ مغربي يفتح رأسمال شركته الرياضية لمستثمر مؤسساتي.