الاستخبارات المغربية تعزز موقعها كدرع سيادي في مواجهة التهديدات المعقدة.

تــحــريــر: هـــاجـــر القـــاسمـــي
تواصل الأجهزة الاستخباراتية المغربية تعزيز موقعها كمكون محوري في معادلة الأمن الوطني في ظل تنامي التحديات الإقليمية والدولية، وتزايد وتيرة التهديدات الأمنية المعقدة، بما فيها الجرائم العابرة للحدود، الإرهاب، والتجسس السيبراني وقد نجحت هذه الأجهزة، خلال السنوات الأخيرة، في ترسيخ نموذج مغربي متفرد في العمل الاستخباراتي، يجمع بين الحرفية العالية، واليقظة الاستراتيجية والاندماج المؤسساتي، ما جعلها تحظى باعتراف دولي كشريك موثوق في مجال تبادل المعلومات والتنسيق الأمني.
ويعود الفضل في هذا التموقع المتقدم إلى المقاربة المغربية الشمولية التي ترتكز على تطوير القدرات التقنية واللوجستيكية، والاستثمار في العنصر البشري المؤهل، وتحديث أساليب العمل بناءً على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل المعطيات، فضلاً عن توحيد الجهود بين مختلف المؤسسات الأمنية ويقف على رأس هذه الدينامية المدير العام للأمن الوطني ومدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي الذي قاد تحولات استراتيجية في بنية العمل الأمني الداخلي، من خلال اعتماد فلسفة استباقية قائمة على الوقاية والتدخل السريع وتنسيق الجهود بين الأجهزة.
في السياق ذاته تلعب المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) دورًا محورياً في حماية المصالح العليا للمملكة خارج حدودها، وتنسيق الجهود الاستخباراتية مع الدول الحليفة، لا سيما في ملفات مكافحة الإرهاب، ومراقبة تحركات الشبكات المعادية، والمساهمة في الأمن الإقليمي بمنطقة الساحل والصحراء وتُعد سرية عمل هذه المؤسسة وقربها من دوائر القرار عاملاً إضافياً في نجاحها المستمر.
كما تحرص الدولة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس على تكريس مفهوم السيادة الأمنية المتكاملة، من خلال التنسيق المستمر بين أجهزة الاستخبارات، القوات المسلحة، والدبلوماسية، ما يعكس وعيًا عميقًا بارتباط الأمن بمختلف أبعاد الاستقرار المجتمعي والسياسي والاقتصادي ويبرز هذا التوجه في السياسات العمومية المغربية التي تراهن على الأمن كرافعة للتنمية المستدامة.
وتعزز هذه المنظومة ثقة المواطن في مؤسساته، في وقت تواجه فيه دول عديدة فجوة حادة بين المجتمع والدولة بسبب ضعف مؤسساتها الأمنية فقد أصبح الأمن في المغرب شعورًا جماعيًا وليس فقط مؤشراً رقمياً، وهو ما جعل من الاستخبارات المغربية رافعة صامتة لكنها فعّالة لضمان استقرار الدولة وسط محيط إقليمي موسوم بالتوتر والتقلبات.