وفاة شاب مغربي في مدريد على يد شرطي إسباني متقاعد وسط تضارب الروايات وغضب واسع بعد اطلاق سراحه
شهدت العاصمة الإسبانية مدريد حادثا مأساويا أودى بحياة شاب مغربي يدعى عبد الرحيم وذلك بعد تدخل عنيف من طرف شرطي متقاعد تقول السلطات إنه كان في حالة دفاع عن النفس بينما تشكك عائلة الضحية في الرواية الرسمية وتطالب بفتح تحقيق نزيه.
حسب ما أوردته الصحف المحلية فإن الواقعة تعود إلى لحظة التقاء الشرطي المتقاعد بصديقه في الشارع حيث اقترب منهما الشاب المغربي مما اعتبره الشرطي تهديدا مباشرا ومحاولة للسرقة فقام بالانقضاض عليه وأمسكه بقوة ثم بدأ في خنقه أمام مرأى عدد من المارة.
الشهود الذين عاينوا المشهد صرحوا بأنهم حاولوا ثني الشرطي عن مواصلة الضغط على عنق الضحية إذ سُمع عدد منهم وهو يصرخ مطالبا إياه بالتوقف على اعتبار أن الشاب كان يحتضر غير أن الشرطي استمر في خنقه إلى أن فارق الحياة.
الشرطة الإسبانية اعتقلت المتهم على الفور إلا أن قرار متابعته في حالة سراح مؤقت خلف استياء عميقا في أوساط الجالية المغربية بإسبانيا وأثار ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
عائلة الضحية قدمت رواية مغايرة تماما لما تم تداوله في الصحافة الإسبانية حيث أكدت أن ابنها لم يكن بصدد ارتكاب أي سرقة بل إنه تعرض للظلم بسبب سوء تفاهم وقع بينه وبين الشرطي الذي كان حسب قولهم في حالة سكر واضح واستغل بنيته الجسدية القوية وماضيه المهني في قمع الشاب بطريقة وصفتها العائلة بالوحشية.
الجالية المغربية والعربية طالبت بفتح تحقيق شفاف تحت إشراف هيئات مستقلة مع التشديد على ضرورة محاسبة كل من يتجاوز القانون بغض النظر عن هويته أو صفته السابقة.
الحادث يعيد إلى الواجهة قضايا التمييز والعنف المفرط الذي يتعرض له بعض المهاجرين في أوروبا ويطرح أسئلة كثيرة حول مدى حيادية العدالة في مثل هذه الحالات خاصة حين يتعلق الأمر بطرفين ينتميان إلى خلفيات ثقافية وجغرافية مختلفة.
وتبقى عائلة عبد الرحيم تنتظر إنصاف ابنها الذي رحل في ظروف غامضة ومؤلمة وسط دعوات لعدم طي الملف قبل كشف كل الملابسات وتحديد المسؤوليات كاملة
