عضة كلب مسعور تكشف عن نقص خطير في مصل داء الكلب بمستشفى العرائش.

تحرير : علي البريكي
شهدت مدينة العرائش مساء الجمعة 20 يونيو 2025 حادثًا خطيرًا كاد أن يتحول إلى مأساة، بعدما تعرضت فتاة تبلغ من العمر 23 سنة لهجوم مباغت من كلب مسعور، وذلك حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلاً بشارع عمر بن عبد العزيز بحي المنزه
وأسفر الهجوم عن إصابة الفتاة بعضة عميقة على مستوى الجسد، إضافة إلى تعرضها لصدمة نفسية قوية، مما استدعى نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للا مريم. غير أن المفاجأة الكبرى كانت في عدم توفر المصل المضاد لداء الكلب داخل المستشفى، ما أجبر عائلة الضحية على التنقل في وقت متأخر من الليل بين صيدليات الحراسة بحثًا عن العلاج الضروري، دون نتيجة تُذكر.
ووفق معطيات حصلت عليها الجريدة، فقد ظلت الفتاة دون تلقي العلاج لأزيد من ساعتين، قبل أن تتمكن أسرتها من ربط الاتصال بالقسم الصحي صباح اليوم الموالي، حيث تم في النهاية توفير المصل وتمكين الضحية من تلقيه.
الحادث أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول مدى استعداد المنظومة الصحية بالإقليم للتعامل مع الحالات الطارئة المرتبطة بالأمراض الفيروسية الخطيرة، وعلى رأسها داء الكلب الذي يُعد من الأمراض القاتلة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
كما أثار الحادث أيضًا مخاوف بشأن تربية الكلاب الشرسة داخل الأحياء السكنية، خصوصًا في ظل غياب أي وثائق تثبت تلقي الكلب المعتدي للتلقيحات الضرورية، وهو ما يسلط الضوء على ضعف الرقابة على مثل هذه الحيوانات، وسط مطالب متزايدة بتدخل عاجل وحازم من السلطات المختصة لوضع حد لهذه الظاهرة.
ويطالب متابعون للشأن المحلي بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتعزيز جاهزية المستشفيات من حيث الأدوية والمستلزمات الحيوية، إلى جانب إطلاق حملات تحسيسية ومراقبة بيطرية صارمة لحماية صحة وسلامة المواطنين.