تزايد خطر لدغات الزواحف السامة بالجنوب الشرقي يستنفر ساكنة ومهنيي الصحة.

تــحــريــر: هـــاجـــر القـــاسمـــي
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في عدد من مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، يتجدد الخطر الذي تشكله الزواحف السامة، خصوصاً الأفاعي والعقارب، على حياة الساكنة المحلية لا سيما في القرى والبوادي والمناطق النائية التي تفتقر في أحيان كثيرة إلى تجهيزات طبية كافية أو مراكز قريبة للتدخل السريع.
ويؤكد سكان هذه المناطق من بينهم رعاة وفلاحون وعائلات تعيش في مساكن قروية تقليدية، أن حوادث اللدغ تزداد خلال شهري يوليوز وغشت، في وقت تبقى فيه الاستجابة الصحية محدودة ومربوطة غالباً بعامل الزمن والمسافة إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي مجهز بمصل مضاد للسموم.
وتفيد معطيات ميدانية أن بعض الجماعات القروية بإقليمي تنغير وزاكورة شهدت خلال السنوات الماضية حالات لدغ قاتلة في صفوف الأطفال والمسنين، في ظل صعوبة الوصول إلى الأمصال في الوقت المناسب، وهو ما جعل منظمات حقوقية ومدنية تطالب بتعزيز الحضور الطبي الميداني وتوفير وحدات إسعافية متنقلة بالمناطق المهددة.
من جهته يشير عدد من الأطر الصحية بالمنطقة إلى أن غياب مخزون كافٍ من الأمصال وافتقار المستوصفات المحلية للتجهيزات الضرورية يعرقل عملية الإنقاذ مؤكدين أن الوقاية والتوعية تظل ركيزة أساسية لتقليل الخطر خلال موسم الصيف.
في السياق نفسه تدعو فعاليات جمعوية وسكان محليون السلطات إلى تكثيف حملات التوعية كما يطالبون بإدماج هذه الإشكالية ضمن البرامج الصحية الموسمية باعتبارها مسألة أمن صحي وقائي يجب التعاطي معها بجدية واستباق .
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية كانت قد أطلقت سابقاً برامج لتوزيع الأمصال في عدد من المناطق المصنفة ضمن النطاق الأحمر، غير أن التحديات المرتبطة بالبنية التحتية واللوجستيك لا تزال تحول دون تعميم الفعالية الميدانية لهذه المبادرات في مجموع المناطق المهددة.