تطوان هذا الصيف.. أمن استثنائي ويقظة دائمة في مدينة تحتضن عطلة الملك

تعيش مدينة تطوان منذ انطلاق الموسم الصيفي الحالي، حالة استثنائية من اليقظة والتعبئة الأمنية الشاملة، في مشهد يعكس الجدية القصوى التي باتت تميز تدخلات مختلف الأجهزة الأمنية العاملة بالمدينة، خصوصا مع توافد آلاف الزوار والمصطافين، واحتضان المدينة لعطلة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في واحدة من أكثر الفترات حساسية من الناحية الأمنية والتنظيمية.
مصادرنا الخاصة تؤكد أن مختلف المصالح الأمنية، وعلى رأسها ولاية أمن تطوان، تعمل منذ أسابيع وفق خطة محكمة تقوم على التفاعل السريع والحازم مع كل القضايا التي تتطلب تدخلا أمنيا، كيفما كانت طبيعتها، وبغض النظر عن توقيت أو مكان حدوثها.
وتستند هذه الخطة إلى مبدأ “الأمن المستدام”، والذي لا يكتفي برد الفعل، بل يشتغل على منطق الوقاية، الرصد، والتحرك الاستباقي في مواجهة كل السلوكيات الخارجة عن القانون.
في ظل التدفق الكبير للمصطافين الذين اختاروا وجهات الشمال لقضاء عطلتهم الصيفية، وعلى رأسها مدن تطوان، مرتيل، المضيق والفنيدق، أظهرت الأجهزة الأمنية بقيادة السيد محمد الوليدي، والي أمن تطوان، قدرة ميدانية عالية على إدارة الأعداد المتزايدة من الزوار، وضمان انسيابية الحركة، والأهم، حماية الأشخاص والممتلكات دون تسجيل وقائع أمنية مقلقة أو اختلالات كبرى.
فالشارع التطواني ومحيطه، وبشهادة سكان المدينة وزوارها، يعيش هذه الأيام تحت تغطية أمنية مكثفة ويقظة دائمة من الدوريات الراجلة والمتنقلة، إلى عناصر بالزي المدني، إلى التواجد المتواصل في المحاور الطرقية الكبرى والممرات المؤدية إلى الشواطئ ومناطق الجذب، كلها إشارات على أن الأمن بمدينة تطوان يشتغل بتكتيك جماعي، يعكس التنسيق الوثيق بين مختلف الوحدات والفرق، ويؤكد أن المقاربة المتبعة هذه السنة ليست ظرفية، بل استراتيجية شاملة.
اللافت في مشهد هذا الصيف هو أن رجال ونساء الأمن الوطني يشتغلون كخلية واحدة متناغمة، بتوزيع دقيق للأدوار، وحضور فعّال على مدار الساعة، سواء في المحاور الحضرية التي تعرف اكتظاظا كبيرا، أو في الفضاءات الساحلية والسياحية الممتدة على طول الشريط المتوسطي.
هذا التناغم يعكس بحسب متابعين ميدانيين، فلسفة أمنية متجددة قوامها العمل الجماعي والتنسيق الأفقي والعمودي بين مختلف التخصصات الأمنية: من ضابطة قضائية، إلى الشرطة القضائية، إلى مصالح الاستعلامات، إلى فرق السير والجولان، والدراجين، والفرق التقنية والعلمية.
ولم يكن لهذا التميز أن يتحقق لولا المواكبة الميدانية اليومية والمباشرة لوالي أمن تطوان، الذي يُعرف بلقب “رجل الميدان”، لحضوره الدائم في مختلف نقط التغطية ومراكز التدخل، وإشرافه الشخصي على التفاصيل التنظيمية والخطط الاستباقية.
إضافة إلى الضغط الموسمي الكبير الناتج عن الحركية السياحية، فإن تطوان تعيش هذه الأيام مرحلة دقيقة ترتبط بتواجد الملك محمد السادس حفظه الله بين أحضانها، في إجازة خاصة، وهو ما جعل من الأمن العام بالمدينة أولوية وطنية قصوى.
وبحسب المعطيات التي توصلنا بها، فإن ولاية الأمن رفعت مستوى اليقظة والتأهب إلى درجاته القصوى، وشكلت وحدات دعم ولوجستيك إضافية لتأمين محيط إقامة الملك، وضمان اشتغال باقي الوحدات دون التأثير على التدخلات اليومية بباقي أحياء وشوارع المدينة حيث ويجري كل ذلك في صمت وفعالية ميدانية يشيد بها الزوار قبل السكان.في تطوان، لا وجود لفترة فراغ أمني.
فمنذ بداية الصيف وحتى ذروة الموسم مرورا بفترات الذهاب والإياب من الشواطئ، وسهرات الترفيه، وتظاهرات الصيف، اشتغلت الأجهزة الأمنية كجسم واحد، يراقب، ويتدخل، ويُسهم في جعل الشمال وجهة آمنة ومثالية لقضاء عطلة الصيف.
وإذا كانت مدن مثل مرتيل والمضيق والفنيدق ترفع تحدي الاستقبال الجماهيري، فإن الأمن هناك يرفع تحدي التنظيم، الحماية، والاستباق …. فصيف الشمال هذا العام هو صيف الأمن… وصيف تطوان صيف للجدية واليقظة والنجاعة الأمنية.