نهائي كأس العرش يتحول إلى مسرح للتملق السياسي.. وأصابع الاتهام تتجه إلى السلاسي

في واقعة مثيرة للجدل أعادت للأذهان مشاهد “مسيرة ولد زروال”، تحول نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي بفاس إلى مسرح للتملق السياسي، بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وتصريحات لشباب قادمين من تيسة، تاونات، وتاهلة، يشتكون من استقدامهم لتشجيع نهضة بركان، قبل أن يجدوا أنفسهم عالقين أمام أبواب الملعب بلا تذاكر ولا أوراق.
“جابونا باش نشجعو ونهار الماتش خلاونا برا!”
في مقاطع مصورة، عبر هؤلاء الشباب عن إحباطهم بعد رحلة شاقة إلى فاس، قالوا إنها تمت عبر حافلات بتنسيق مع “جهات محسوبة على منتخبين”، على وعد بدخولهم الملعب لتشجيع نهضة بركان، لكنهم وجدوا أنفسهم متروكين في الشوارع والأرصفة في مشهد مهين، فيما كان النهائي يدور خلف الأسوار التي لم يتمكنوا من تجاوزها.
أصابع الاتهام تتجه إلى محمد السلاسيوسط هذه الفوضى، وجهت أصابع الاتهام إلى محمد السلاسي، رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، حيث يرى عدد من النشطاء أن ما وقع محاولة لـ”التملق السياسي” واستغلال مناسبة رياضية جماهيرية لكسب ولاءات أو تقديم الولاء السياسي بطرق غير مباشرة، عبر تجييش شباب في وضع هش واستعمال الرياضة كغطاء سياسي.
واعتبر عدد من المراقبين أن هذه الواقعة تكشف خلطًا خطيرًا بين السياسة والرياضة، وتحوي رسائل واضحة حول استغلال مناسبات رياضية كبرى لتصفية حسابات أو إثبات الولاء السياسي، بدل ترك الرياضة فضاءً للفرح الجماعي والتنافس الشريف.
اختلاط السياسة والرياضة.. وأشياء أخرى
تساءل نشطاء:
• من مول هذه الرحلات؟
• من يقف خلف تنظيم هذا التجييش العشوائي؟
•ولماذا يتم الزج بالشباب في قضايا سياسية مقنعة تحت غطاء دعم الفرق الرياضية؟
ويرى متابعون أن ما حدث بفاس لا يليق بصورة كرة القدم الوطنية، خاصة في حدث كبير مثل نهائي كأس العرش، الذي يفترض أن يكون مناسبة للاحتفال الجماعي، لا مناسبة للتوظيف السياسي الذي يهين كرامة المواطنين.
طالب نشطاء وصحفيون بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات في هذه الواقعة التي تحولت إلى حديث الرأي العام، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في استغلال الشباب ونقلهم دون ضمانات تنظيمية أو قانونية، أو تعريضهم للإهانة في الشارع.
تثبت هذه الواقعة مجددًا أن الرياضة تظل رهينة السياسة إذا لم توضع حدود واضحة بينهما، وأن استغلالها في التملق أو تصفية الحسابات يدمر روح المنافسة النزيهة ويهين الجماهير التي تُستخدم كأداة لإظهار الولاء.
ففي زمن يبحث فيه الشباب عن لحظة فرح حقيقية مع فرقهم المفضلة، يجدون أنفسهم ضحايا وعود زائفة ومسرحيات سياسية لا علاقة لها بالرياضة، بينما يبقى السؤال الأهم:إلى متى ستظل كرة القدم وسيلة تملق سياسي على ظهور البسطاء؟