حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة شوكي والرفيق يحقق انتصارًا ساحقًا في أولاد الطيب ويعزز هيمنته الانتخابية بفاس

.
في استحقاق انتخابي جزئي شهدته جماعة أولاد الطيب بعمالة فاس، أكد حزب التجمع الوطني للأحرار هيمنته على المشهد السياسي المحلي بفوز ساحق حققته مرشحته بحصولها على 204 أصوات مقابل 10 فقط لمنافستها من حزب الاستقلال، وهو ما يشكل انعكاساً واضحاً لقوة الحزب التنظيمية والانتخابية في المنطقة التي لطالما اعتُبرت قلعة صلبة للحزب.
الانتصار جاء ثمرة عمل متقن وقيادة محلية وجهوية متمكنة حيث لعب المنسق الإقليمي يونس رفيق دوراً بارزاً في الحشد والتعبئة الميدانية، بدعم مباشر من المنسق الجهوي محمد شوكي، بينما ضمنت القيادة المحلية بقيادة رئيس الجماعة مرتضى عبد اللطيف والمستشار حسن الخضراوي ضبط إيقاع الحملة الانتخابية وتحويلها إلى استفتاء شعبي يعكس شرعية الحزب ومصداقيته لدى الناخبين.
في المقابل تكشف النتائج عن حالة ضعف وتراجع ملموس لدى الخصوم، خصوصاً في ما يتعلق بالامتداد التنظيمي والتعبئة الميدانية، ما يطرح تساؤلات جدية حول استراتيجيات عملهم ومقارباتهم السياسية، ويبرز مدى الانفصال بين الخطاب السياسي وواقع الميدان.
هذا الفوز ليس حدثاً محلياً منعزلاً بقدر ما يعكس توجه حزب التجمع الوطني للأحرار في بناء قاعدة انتخابية متينة عبر اعتماد استراتيجية تستند إلى الفوز بالدقة والتركيز على القواعد الانتخابية، استعداداً لمواجهة الاستحقاقات التشريعية القادمة التي تتطلب جاهزية عالية وقدرة على التكيف مع المتغيرات السياسية والتوزيعات الجغرافية.
في ظل هذه المعطيات يطرح المشهد السياسي المحلي تساؤلاً أساسياً حول قدرة الأحزاب المنافسة على استعادة حضورها ومنافستها بشكل فعلي أمام زحف حزبي منظّم يسير نحو بناء تفوق انتخابي مستدام، وهو ما سيظل يشكل اختباراً حقيقياً للديمقراطية الحزبية والانتقال السياسي بالمغرب.