الجزء 1.. على صهوة العرش.. محمد السادس، الأمير مولاي الحسن، والمغرب الذي يُصغي للمستقبل.

العرش المغربي واقعٌ حيٌّ، نبضٌ متجدد، ورسالة وطن تتخطى حدود الزمن.
يقول الله تعالى:«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» (النساء: 58)، هذه الأمانة العظيمة التي تستوجب من الحاكم أن يكون عادلاً، ومن الشعب أن يكون وفياً، هو جوهر العرش المغربي، ووظيفته الخالدة.
وفي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته»، مسؤولية لا تُرفع عن الملك ولا عن المواطن، تظل متشابكة، فتكون المملكة مكاناً للعدل والرحمة والعمل، حيث لا سلطان إلا للحق، ولا قوة إلا في الوحدة.
أما الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، فقد قال ذات مرة:“السلطة الحقيقية هي التي تُمارس بوعي المسؤولية والتاريخ”، وهنا تكمن روعة العرش المغربي، إذ يتجاوز مفهوم السلطة إلى صيرورة مستمرة من الحكمة، والتجديد، والارتباط العميق بالتاريخ والتراث.
كالشمس التي لا تغيب عن أفق الوطن، يسطع العرش المغربي، يمد أشعته الدافئة إلى كل زاوية من زوايا المملكة، يحتضن في حضنه شعبًا يرتفع كالجبال شامخاً، وقوة لا تلين في وجه الرياح العاتية.
هو النهر الذي يجري بهدوء وثبات، يروي أرضه بصفاء وعمق، لا يترك أحداً أن يجفّ أو يذهب في صحراء الضياع.الملك محمد السادس ليس مجرد قائد؛ بل هو الريح التي تعزف سمفونية الإصلاح، والسفينة التي تبحر بثبات في بحر المتغيرات.
أما الأمير مولاي الحسن فهو الشعاع الصاعد، والنبراس الذي يضيء الطريق نحو غدٍ أفضل، صورة العرش المتجددة التي لا تعرف النضوب.في المغرب، لا يمرّ الزمن مرور الكرام، ولا يقتصر العرش على رمزية عابرة. بل هو عهد متواصل بين ملك وشعب، حيث تتلاقى الحكمة بالتاريخ، وتتشابك الأمانة بالوفاء.
تستعد المملكة، مع اقتراب الثلاثين من يوليوز، لاستقبال موسم لا يشبه المواسم، موسم يحمل في طياته استشراف المستقبل، وتأكيد الولاء، وتجديد البيعة، في زمن يتغيّر فيه العالم، ويتجدد فيه التحدي.محمد السادس ملكٌ ليس مجرد رأس دولة، بل قائدٌ حكيم، يمزج بين الحزم والرحمة، بين الحكمة والإصلاح، يُعيد للمغرب مكانته المشرقة في المحيط الإفريقي والدولي، ويقود مشاريع تنموية ضخمة في البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية، لا غاية له سوى بناء وطن قوي، قادر على مواجهة أزماته والتطلع نحو آفاق جديدة.
جنباً إلى جنب، يقف الأمير مولاي الحسن، ولي العهد، رمز المستقبل المشرق، حامل مشعل الملكية الحديثة، التي لا تكتفي بالتراث بل تلتقط نبض العصر، وتعدّ الشباب المغربي لقيادة الغد بحكمة وشجاعة فحضور مولاي الحسن هو وعد بأن العرش المغربي لن يفتقد إلى رؤية عميقة، ولا إلى كاريزما قيادية متجددة.
المغرب اليوم، دولة تتحول وشعب يلتئم، يقف على مفترق طرق بين إرث عريق وآفاق واعدة، حيث يُصغي الملك لشعبه، ويُصغي الوطن لنبض المستقبل، متسلحاً بالثقة والإرادة، ومُلتفاً حول عرش يعبر به إلى مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً.
هذا المقال افتتاحية لسلسلة مقالات تُضيء على مفاصل هذا العهد، وتكشف خبايا العرش، وتأملات في القيادة، والمسيرة التي تصنع المغرب الجديد، حيث يكون الوفاء للعهد تاريخاً يُكتب، وتاريخاً يُصان .