جدل سياسي حول غياب المبادرات الرمزية في عمل الحكومة الحالية…

عاد النقاش حول البعد الرمزي في العمل الحكومي إلى الواجهة مع استحضار مبادرات حكومة سعد الدين العثماني خلال فترة جائحة كورونا، حين بادر رئيس الحكومة وأعضاء فريقه الوزاري إلى التنازل عن جزء من رواتبهم لمدة أشهر، وذلك لفائدة صندوق مواجهة تداعيات الأزمة الصحية والاقتصادية، وهي خطوة لاقت آنذاك إشادة واسعة باعتبارها تجسد قيم التضامن والمسؤولية الجماعية.
وفي المقابل يرى متابعون للشأن السياسي أن الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش لم تقدم مبادرات مشابهة ذات طابع رمزي، مما أثار انتقادات في بعض الأوساط السياسية والإعلامية التي تعتبر أن الرمزية في العمل السياسي لا تقل أهمية عن السياسات العمومية، إذ تساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات وتقوية الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة.
ويأتي هذا الجدل في سياق توتر النقاش العمومي حول قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، بعضها ارتبط بملفات عقارية مطروحة أمام القضاء، حيث يرى مراقبون أن مثل هذه النقاشات تزيد من حدة الانتقادات الموجهة للحكومة، في وقت يطالب فيه الرأي العام بمبادرات عملية ورمزية تعكس القرب من المواطنين وتعزز قيم الشفافية والتضامن.