أخبار عاجلةأخبار وتقاريرالمجتمعتحت المجهرشخصياتقضايا و رأيمقالات الرأيوطنية

المغرب يعزز موقعه كفاعل محوري في مواجهة التهديدات الأمنية

يواصل المغرب ترسيخ مكانته كأحد أبرز الفاعلين الإقليميين والدوليين في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود من خلال اعتماد رؤية استراتيجية شاملة وتطوير متواصل لمنظومته الأمنية والاستخباراتية وهو ما جعل المملكة تحظى باعتراف دولي متزايد من مؤسسات مرموقة ودول كبرى ترى فيها شريكاً أساسياً في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة.

تقرير حديث صادر عن معهد فرنسي متخصص في الدراسات الجيوسياسية والأمنية أبرز أن المغرب انتقل إلى مرحلة جديدة في العمل الاستخباراتي تقوم على التحديث القانوني وتطوير البنية المؤسسية واستباق المخاطر الجديدة حيث اعتبر التقرير أن الأجهزة المغربية لم تعد تقتصر على مكافحة الجريمة بل تحولت إلى رافعة استراتيجية تسند القرار السياسي والاقتصادي والعسكري على حد سواء.

الإشادة لم تقتصر على المؤسسات البحثية بل امتدت إلى دول مثل فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة التي ثمّنت عالياً أداء المسؤولين الأمنيين المغاربة وعلى رأسهم عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات وذلك في اعتراف صريح بالدور المغربي في ترسيخ الاستقرار داخل محيط إقليمي مضطرب.

وقد شكلت أحداث الدار البيضاء في ماي 2003 منعطفاً حاسماً دفع المملكة إلى تبني قانون صارم لمكافحة الإرهاب قبل أن يرسخ دستور 2011 مبدأ التوازن بين حماية الحقوق الفردية وتوفير الصلاحيات اللازمة للأجهزة الأمنية لأداء مهامها بكفاءة كما عززت القيادة الموحدة تحت إشراف عبد اللطيف حموشي من التنسيق بين مختلف المكونات الأمنية مما منح التجربة المغربية خصوصية فريدة في المنطقة.

كما أن الإطار القانوني الذي ينظم عمل الاستخبارات المغربية يستند إلى تشريعات وطنية واتفاقيات دولية من بينها اتفاقية بودابست حول الجريمة المعلوماتية بما يضمن ضبط العمل الاستخباراتي وفق قواعد واضحة تراعي احترام الحقوق الأساسية وحماية المعطيات الشخصية وهو ما يعكس حرص المغرب على جعل أمنه الوطني منسجماً مع التزاماته الدولية.

التقرير نفسه أكد أن المملكة تتجه نحو بناء نموذج استخباراتي من الجيل الجديد في أفق 2030 يجمع بين الكفاءة الميدانية والالتزام بالقانون والقدرة على التكيف مع التحديات المستجدة خصوصاً تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي وهو ما يجعل المغرب اليوم شريكاً موثوقاً على الصعيد الدولي وقوة وازنة في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى