المجتمعتحت المجهرسياحة

الملتقى الدولي للإنارة العمومية بفاس.. وعود على ورق أم تحول طاقي حقيقي؟

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي

تحتضن مدينة فاس على مدى ثلاثة أيام الملتقى الدولي للإنارة العمومية والتحول الطاقي الحضري بمشاركة مسؤولين وخبراء من عدة دول في خطوة تعكس طموح المدينة لتبني حلول إنارة أكثر استدامة وكفاءة، هذا الحدث الذي تنظمه جماعة فاس بشراكة مع الشبكة الدولية LUCI ووزارة الداخلية ووزارة الانتقال الطاقي والتعاون الألماني يأتي في سياق برنامج دعم المدن المغربية في مجال الإنارة العمومية لكن السؤال المطروح: هل سيترجم هذا الملتقى إلى إجراءات فعلية على أرض الواقع أم سيظل مجرد منصة لتبادل الخطابات والوعود؟

في كلمته الافتتاحية تحدث محمد الخطاب نائب رئيس مجلس جماعة فاس عن التزام المدينة باستراتيجية طموحة لكفاءة الطاقة مؤكدًا أن الجهود المبذولة أسفرت عن تحسن في خدمات الإنارة العمومية وتقليل استهلاك الطاقة كما أعلن بفخر عن انضمام فاس للشبكة الدولية LUCI مما يعزز صورتها كمدينة طموحة في مجال التحول الطاقي ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن فاس كغيرها من المدن المغربية، لا تزال تعاني من إنارة عمومية غير متجانسة وانقطاعات متكررة ومشاكل تتعلق بصيانة المصابيح خاصة في الأحياء الشعبية والمناطق المهمشة حيث لا يبدو أن “التحول الطاقي” قد وصل إليها بعد.

ويثير الحدث أيضًا تساؤلات حول مدى قدرة المدينة على تنفيذ مشاريع طموحة في ظل التحديات المالية والإدارية التي تواجه الجماعات المحلية فالمؤتمرات والملتقيات أصبحت عادة متكررة لكن المواطن لا يرى أثرًا مباشرًا لها في حياته اليومية وإذا كان من المتوقع أن تسهم هذه المبادرات في الاستعداد لكأس العالم 2030 فإن الواقع يفرض تساؤلًا أكثر عمقًا: هل التحسينات التي ستشهدها البنية التحتية ستخدم المواطن بعد الحدث أم أنها مجرد إجراءات تجميلية ظرفية؟

الملتقى بلا شك يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات واستكشاف الحلول المبتكرة لكنه في النهاية اختبار حقيقي لمدى جدية مدينة فاس في تنفيذ تحول طاقي حقيقي يتجاوز الشعارات إلى تحسين ملموس في حياة السكان.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى