العالم يواجه فوضى جديدة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة لتبدأ مرحلة جديدة من الاضطراب العالمي وسط مخاوف حلفائه وخصومه على حد سواء فصحيفة “الباييس” الإسبانية توقعت منذ فترة أن يكون عام 2025 “سنة كل الأخطار” وهو ما بدأ يتجسد بالفعل مع السياسات الأولية للإدارة الأمريكية الجديدة لكن هذه السنة لا تبدو فقط سنة المخاطر بل أيضًا سنة الإهانات التي ستطال الجميع من الحلفاء قبل الخصوم.
الأوروبيون وجدوا أنفسهم في موقف محرج ومهين بعدما تجاهلهم ترامب تمامًا في قضية مصيرية تهدد أمنهم القومي على حدودهم مع روسيا وبينما كانوا ينتظرون شراكة وتنسيقًا لم يحظوا حتى بإشراكهم في التفاصيل الصغيرة أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي فقد تعرض لوابل من الانتقادات القاسية من ترامب الذي صوّره كزعيم غير كفء يفتقر إلى الشعبية والأهلية لقيادة أوكرانيا بل وحمّله مسؤولية الحرب والدمار بسبب تصريحاته “السخيفة”.
لكن الأزمة مع ترامب لن تقتصر على أوكرانيا أو أوروبا بل ستمتد إلى الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة الذين قد يجدون أنفسهم في مواجهة غير متوقعة مع “الشريف الجديد” في البيت الأبيض بل وحتى إسرائيل الحليف المدلل لواشنطن قد لا تكون بمنأى عن صدمة ترامب الذي يرى في العلاقات الدولية مجرد صفقات تجارية حيث لا مكان فيها للعاطفة أو الولاء بل حسابات الربح والخسارة ففي المقابل يبدو الأوروبيون اليوم في حالة من الصدمة والقلق متباكين على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والنموذج الليبرالي الذي قد يواجه خطر الانهيار تحت حكم ترامب غير أن هذا البكاء يبدو في غير محله فهم أنفسهم من تواطأوا لعقود طويلة مع “العدو الأول للإنسانية” وغضّوا الطرف عن ممارسات وحشية ارتُكبت بحق شعوب بأكملها فكيف لهم اليوم أن يدّعوا الدفاع عن القيم والمبادئ الكونية؟
المؤكد أن العالم يتجه إلى مرحلة غير مسبوقة من عدم الاستقرار حيث لن يكون الحلفاء بمأمن ولن يكون الخصوم هم الخاسرين الوحيدين بل قد يكون الجميع أمام “سنة الإهانات” بكل ما تحمله الكلمة من معنى.