تحت المجهرقضايا و رأيمقالات الرأي

الجزائر تسرق التراث المغربي محاولات بائسة لإخفاء العجز الإبداعي….تحت شعار “بغيت نعيش حياتك”

.تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي

‏ من جديد تجد الجزائر نفسها في قلب الجدل بسبب محاولات سرقة التراث الثقافي المغربي وهذه المرة عبر فيديو ترويجي لوزارة الدفاع الجزائرية يظهر قصر آيت بن حدو أحد المعالم المغربية الشهيرة والمصنف ضمن التراث العالمي لليونسكو وكأنه يقع في الجزائر وهذه الحادثة ليست مجرد خطأ عابر بل تأتي في سياق طويل من محاولات النظام الجزائري لصياغة هوية تاريخية تفتقر إلى الأصالة وتستند بشكل أساسي إلى سرقة وتزوير الواقع الثقافي والجغرافي.

قصر آيت بن حدو الذي يقع في قلب المناطق الجبلية المغربية يعتبر واحدًا من أبرز المواقع السياحية في المغرب وهو يعكس جزءًا من تاريخ البلاد العريق بما في ذلك معمارها الفريد الذي يعكس التنوع الثقافي الذي شهدته منطقة المغرب لكن الجزائر في خطوة غير مبررة قررت أن تروج لهذا المعلم التاريخي كجزء من التراث الجزائري وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول سبب تكرار هذا النوع من السرقات الثقافية وكيف يتم تبريرها من قبل الجهات الرسمية في الجزائر.

ليس هذا التصرف بالأمر الجديد فالنظام الجزائري سبق وأن حاول مرارًا الاستحواذ على معالم مغربية أخرى سواء كانت ثقافية أو تاريخية من المعروف أن الجزائر كثيرًا ما تسعى للاستفادة من التراث الثقافي للبلدان الأخرى لترويج صورة إيجابية عن نفسها لكنها في غياب إرث تاريخي يمكن أن يوازي حضارة المغرب العميقة تلجأ إلى سرقة التراث بشكل مفضوح.

في ظل هذه المحاولات المستمرة تبرز العديد من الأسئلة الجوهرية لماذا يلجأ النظام الجزائري إلى هذه الأساليب وهل يعكس ذلك نقصًا في الهوية الثقافية الجزائرية الأجوبة تبدو واضحة فالنظام العسكري الجزائري يواجه أزمة هوية حقيقية ولا يجد سوى التراث المغربي لتجميل صورته أمام الشعب الجزائري والعالم فبينما يسعى المغرب للتعريف بهويته الثقافية على المستوى الدولي نجد أن الجزائر تتبع أسلوب التقليد والسرقة.

ورغم هذه المحاولات يبقى التراث المغربي بعيدًا عن أي محاولات للتلاعب أو التحريف المغرب لا يحتاج إلى تعديلات “ما بعد المونتاج” ليصنع تاريخه وحضارته فهي حقيقة واضحة تظهر أن الجغرافيا لا يمكن أن تُرسم بالفوتوشوب وهكذا تظل معالم مثل قصر آيت بن حدو وجامع الفنا في مراكش والمطبخ المغربي جزءًا من هوية الشعب المغربي العريقة التي لا يمكن لأي قوة أن تنتزعها منه.

من جانب آخر يعكس هذا التوجه الجزائري فقرًا في الإبداع وصعوبة في بناء هوية ثقافية مستقلة حيث يبدو أن محاولات “السرقة البصرية” قد أصبحت جزءًا من استراتيجية النظام العسكري الذي فشل في بناء مكانة له على الساحة العالمية بدلًا من تطوير محتوى ثقافي يعكس التاريخ الجزائري فإن النظام الجزائري يضطر إلى الاقتباس من حضارات أخرى في محاولة مستمرة لتجميل صورته.

لكن ورغم كل محاولات التقليد يظل المغرب متفوقًا في هذا المجال المغرب لا يحتاج إلى تقديم معالمه الثقافية على أنها “مفاجآت” أو “مكتشفات” جديدة حضارة المغرب بثقافتها المتنوعة وثرائها التاريخي ستظل راسخة في ذاكرة العالم ولن يستطيع أي تعديلات على التاريخ أن تزعزع هذه المكانة.

وفي النهاية يبقى التساؤل لماذا يستمر النظام الجزائري في تقليد المغرب الإجابة تكمن في حقيقة واحدة وهي أن سرقة التراث المغربي هي أداة فاشلة لتغطية العجز الإبداعي في بناء هوية ثقافية حقيقية لكن مهما حاولوا سيظل المغرب شامخًا ليظل تراثه الثقافي علامة فارقة على مر الزمان وصورة حية للإنجازات التي لا يمكن تقليدها أو سرقتها.‏

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى