قضايا و رأي

السحر والشعوذة في العشر الأواخر من رمضان .. بين المعتقدات الخاطئة وتنامي الوعي وتحذرات من الوقوع في الشرك.

تحـــريـــر : هــاجــر القــاســـمـي

مع اقتراب العشر الأواخر من رمضان تتفاوت طرق استغلال هذه الأيام المباركة بين من يسعى إلى التقرب إلى الله بكثرة العبادة وبين من يراها فرصة لممارسة طقوس السحر والشعوذة مستندين إلى اعتقادات قديمة ترسخت في عند المغاربة خاصة ما يتعلق بليلة السابع والعشرين التي يعتقد البعض أنها تشهد “انطلاق الجن والشياطين” بعد ليلة القدر.

ورغم التحريم الديني الواضح لمثل هذه الممارسات فإنها لا تزال قائمة في بعض الأوساط خصوصًا بين من يبحث عن حلول لمشاكلهم الصحية أو النفسية أو حتى من يسعى إلى إيذاء الآخرين إلا أن هذه الظواهر وفق باحثين في تراجع مستمر بفضل ارتفاع الوعي الديني والثقافي لدى المغاربة وتراجع تأثير الخرافات بفعل التعليم والتوعية الدينية.

وفي هذا السياق يؤكد باحثون في الفكر الديني أن بعض الفئات لا تزال تمارس طقوس السحر خلال المناسبات الدينية بناءً على اعتقادات بأن الشياطين تتحرر بعد ليلة القدر، وهو ما يدفع البعض إلى اللجوء إلى البخور وغيره من الطقوس ويرجع الباحثون ذلك إلى “ضعف الوازع الديني في بعض المناطق حيث لا يزال الجهل بالعقيدة يلعب دورًا في انتشار مثل هذه الخرافات”.

وأضافوا أن “الممارسات السحرية ليست حكرًا على المغرب بل تنتشر في مختلف الدول، لكنها تتجلى بوضوح أكبر في المناسبات الدينية حيث تُربط بنصوص دينية قديمة أو معتقدات متوارثة” لكنهم يسجلون في المقابل تراجعًا واضحًا في اللجوء إلى هذه الطقوس بفضل تنامي الوعي الديني وانتشار التعليم خصوصًا بين النساء حيث كان الإقبال على أعمال السحر والشعوذة أكثر شيوعًا بينهن في الماضي.

وفي ظل الجهود التوعوية والدينية المستمرة، يبدو أن المجتمع المغربي بدأ في تجاوز الكثير من المعتقدات الخاطئة التي ارتبطت بالسحر والشعوذة ليصبح أكثر إدراكًا لخطورته سواء من الناحية الدينية أو الصحية أو القانونية مما يعزز الأمل في اندثار هذه الممارسات بشكل نهائي في المستقبل.

و حذّر باحثون في الفقه الإسلامي من مغبّة اللجوء إلى الشعوذة والسحر خلال ليلة 27 رمضان مشددين على أن هذه الممارسات تتنافى كليًا مع تعاليم الإسلام والعقل الإنساني وأكدوا أن الشرع حسم في تحريم استخدام السحر في أي وقت من السنة بما في ذلك ليلة القدر التي ينبغي أن تكون مناسبة للدعاء والاستغفار والتوبة الصادقة إلى الله

ودعا عدد من الباحثين كذالك إلى وضع تصور جديد يجمع بين البعد الديني والأخلاقي والثقافي لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر عدد ممكن من الناس وذلك من خلال التعاون مع المؤثرين وعلماء الدين وإشراكهم في برامج توعوية تهدف إلى التحذير من مخاطر الشعوذة وتوجيه الناس نحو الطرق الصحيحة لممارسة شعائرهم الدينية

وشددوا على أهمية نشر الوعي بحقيقة ليلة القدر باعتبارها فرصة لتعزيز الإيمان والاجتهاد في الطاعات بدل الانسياق وراء الخرافات التي لا تمت بصلة لتعاليم الدين الإسلامي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى