بنسعيد يطمح للسيطرة على صفقات “الفان زون” الخاصة بكأس إفريقيا وسط صمت مريب من مؤسسات الرقابة؟

تحـــريـــر : هــــاجــــر القــــاســــمــــي
يتداول في الكواليس أن مهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والاتصال يسعى بقوة لضم فضاءات “الفان زون” المرتبطة بكأس إفريقيا للأمم 2025 ضمن مجال تدخل قطاع الشباب التابع لوزارته رغم أن تنظيم هذا الحدث القاري يندرج ضمن اختصاص وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتنسيق مع اللجنة المكلفة بتنظيم الكان.
مصادر مطلعة أفادت لـ”علاش تيفي” أن بنسعيد يبذل جهوداً حثيثة للدخول على خط واحدة من أكبر الصفقات المرتبطة بهذا الحدث الرياضي والمتمثلة في الفضاءات العمومية التي ستخصص للجمهور لمتابعة مباريات البطولة في مختلف المدن المغربية.
المصادر ذاتها أوضحت أن هذه الخطوة لم يتم الحسم فيها بعد لكنها تبقى مطروحة بقوة في وقت يثار فيه الكثير من الجدل حول خلفياتها خاصة وأن وزير الثقافة لا يملك أي صفة قانونية أو تنظيمية تخوله الإشراف على هذا النوع من الأنشطة المتعلقة بكأس إفريقيا.
وما يزيد من الشبهات وفق المعطيات المتوفرة هو ارتباط اسم شركة “أقان سين” التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال ابيدزير بصفقات ضخمة حصلت عليها خلال السنوات الأخيرة من وزارة بنسعيد دون منافسة حقيقية الأمر الذي طرح علامات استفهام حول طريقة تفويت هذه المشاريع.
هذه الشركة سبق لها الفوز بصفقات مثيرة للجدل أبرزها صفقة الألعاب الإلكترونية برباط ثم صفقة جناح المغرب في معرض الكتاب الدولي بباريس التي بلغت قيمتها ما يقارب 49 مليون و500 ألف درهم بالإضافة إلى صفقات أخرى تتعلق بتنظيم أنشطة ثقافية ومعارض كبرى.
وتتحدث مصادر متعددة عن كون الشركة ذاتها بصدد الإعداد لتنظيم حفلي الافتتاح والاختتام لكأس إفريقيا للأمم دون إشراك أو علم الجهات الرسمية المشرفة على التظاهرة ما يثير قلقاً متزايداً بشأن شفافية مساطر إبرام هذه الصفقات .
في المقابل يظل الغياب التام لتحرك المجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة للمالية أمراً يطرح أكثر من سؤال خاصة أمام تداول معطيات خطيرة تتعلق بإمكانية احتكار صفقات ضخمة من المال العام من طرف جهة واحدة.
كما أن المعارضة البرلمانية بدورها لم تحرك ساكناً ولم تطالب لحدود الساعة بفتح أي تحقيق أو افتحاص بخصوص هذه الملفات وهو ما يثير تساؤلات حول دورها الحقيقي في مراقبة تدبير المال العام والتصدي لأي شبهة فساد أو استغلال للنفوذ.