تحت المجهرحصريشخصياتقضايا و رأيمقالات الرأيوطنية

الزاوية القادرية البودشيشية على صفيح ساخن… صراع على المشيخة والشيخ منير في قلب العاصفة.

المساء – تحقيق خاص بناءً على تقارير الوكالة الوطنية للأبحاث والتحقيقات

تعيش الزاوية القادرية البودشيشية واحدة من أعقد وأخطر الأزمات في تاريخها، حيث تفجّرت خلافات حادة وسط المريدين بسبب الممارسات المثيرة للجدل لمنير القادري بودشيش، الذي أصبح محل شبهات بسبب تحركاته المشبوهة وعلاقاته التي أثارت استياء المقربين من الزاوية، سواء داخل المغرب أو خارجه، لم يعد خافياً أن هناك حالة من الغليان داخل الزاوية بسبب الطريقة التي يدير بها منير القادري شؤونها، خاصة بعد أن بدأت تتكشف علاقاته المريبة مع شخصيات مثيرة للجدل، بعضها من داخل المغرب وأخرى من خارجه، الأمر الذي دفع العديد من المقربين من الزاوية إلى التنكر له والتبرؤ من تصرفاته التي باتت تشكل خطراً على سمعة الطريقة.

وتؤكد تقارير صادرة عن الوكالة الوطنية للأبحاث والتحقيقات، مدعومة بمصادر خاصة لجريدة المساء، أن منير لم يعد يحظى بالإجماع داخل الزاوية، بل أصبح اسمه مرتبطاً بملفات فساد مالي وتحركات مشبوهة أضرّت بالمكانة الروحية للطريقة، كما تتحدث المصادر عن أن قراراته لم تعد تُتخذ من منطلق روحي أو ديني، بل بتأثير مباشر من شخصية غامضة تتحكم في جميع قراراته وتوجيهاته.

تفيد التحقيقات التي أجرتها الوكالة الوطنية للأبحاث والتحقيقات بأن الشخصية الأكثر تأثيراً في منير القادري ليست سوى امرأة تبلغ من العمر 66 سنة، تعمل بإحدى وكالات الأسفار بباريس، لكنها في الواقع تمارس أنشطة غامضة جعلتها تتحول إلى العقل المدبر لكل تحركات القادري بودشيش، ووفق المعلومات التي حصلت عليها المساء، فإن هذه السيدة معروفة بترددها المستمر على العديد من الحاخامات اليهود في تل أبيب، إلى جانب علاقتها الوطيدة بمشعوذين في أكادير وسوس والدار البيضاء، هذه المرأة، التي تحيط نفسها بالغموض، تمكنت من التسلل إلى قلب الزاوية عبر منير، حيث أصبحت المستشارة الأولى والأخطر في جميع قراراته، سواء المالية أو الروحيةمن بين أخطر الممارسات التي تورط فيها منير القادري بتأثير من هذه السيدة، وفق الوكالة الوطنية للأبحاث والتحقيقات هي عمليات تهريب أموال المريدين إلى الخارج، فقد تم الكشف عن أنها تستخدم أساليب ملتوية لتحويل أموال الزاوية إلى فرنسا، حيث تعمد إلى توزيع مبالغ مالية على مريدين عائدين إلى فرنسا ليقوموا بإيداعها هناك، قبل أن يتم استخلاصها وإعادة تدويرها في شبكات مالية مشبوهة، وتشير مصادر المساء إلى أن هذه العمليات تتم منذ سنوات تحت أنظار الجميع دون أن يجرؤ أحد على مواجهتها، خوفاً من بطشها ومنير بل إنها لا تزال تتحكم في جميع تفاصيل حياة منير، حيث لم تفارقه حتى في المستشفى الذي يتواجد فيه شيخ الطريقة، ما يطرح تساؤلات كبرى حول سر هذه العلاقة ومدى خطورتها على مستقبل الزاوية.

ومع تدهور وضعية شيخ الطريقة، تكشف مصادر من داخل الزاوية، مدعومة بتقارير الوكالة الوطنية للأبحاث والتحقيقات، أن مصاريف استشفائه تم تضخيمها بشكل مريب بهدف الاستفادة من أموال المحسنين وبعض الجهات الداعمة، وهو ما يثير الشبهات حول الجهات التي تستفيد فعلاً من هذه المبالغ الضخمة، وهل تُصرف كلها على العلاج أم أنها تجد طريقها إلى جيوب معينة داخل الزاوية.

وسط هذه الفضائح وجدت الزاوية نفسها أمام معضلة أكبر بعد أن تبنّت ما يشبه “المشيخة الثلاثية” على غرار ما قام به حزب الأصالة والمعاصرة، حيث بات كل من جمال القادري البودشيشي، منير، ومعاذ يتقاسمون القرار داخل الزاوية غير أن مصادر متطابقة تؤكد أن هناك صراعاً كبيراً بين منير ومعاذ حول النفوذ، إذ يرى كل واحد منهما أنه الأحق بمستقبل المشيخة، مما زاد من حالة التوتر والانقسام داخل الطريقة.

وفي ظل هذا الصراع برزت الزاوية التابعة للطريقة في حي باشكو بالدار البيضاء كمحط أطماع، حيث إنها ملك خاص لجمال وحميدة أبناء الشيخ حمزة، مما يثير استغراب العديد من المتابعين الذين يتساءلون لماذا لا تحبس الزاوية أملاكها كما هو معمول به في الطرق الصوفية الحقيقية، بل إن أغلب عقاراتها في المغرب مسجلة بأسماء أفراد من العائلة، مما يجعلها اليوم محط أطماع الحفدة الذين يتصارعون على النفوذ والثروة، وهو ما يكشف الوجه الحقيقي للريع الذي تعيش فيه الزاوية.

ومع كل هذه الخلافات يطرح السؤال… هل يستحق منير القادري بودشيش أن يكون ضمن هذه “المشيخة الثلاثية”، أم أن الزاوية أصبحت مجرد غطاء لمصالح شخصية تُدار في الخفاء.

المساء ستواصل تتبع هذا الملف وكشف المزيد من الخبايا حول ما يجري داخل الزاوية القادرية البودشيشية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى