أزمة غير مسبوقة تفجّر التوتر بين الجزائر ودول الساحل بعد إسقاط طائرة مسيّرة مالية.

تحـــريـــر : هــــاجــــر القــــاســــمــــي
تعيش العلاقات بين الجزائر ودول الساحل حالة احتقان غير مسبوقة بعدما فجّر حادث إسقاط الجيش الجزائري لطائرة استطلاع مسيّرة تابعة لدولة مالي في منطقة حدودية يوم الفاتح من أبريل الجاري موجة غضب وتصعيد متبادل يهدد بإعادة رسم ملامح التحالفات العسكرية والأمنية داخل منطقة الساحل الإفريقي.
الحادث الذي وقع بالقرب من الحدود المشتركة بين الجزائر ومالي اعتبرته السلطات المالية عملا عدائيا يستهدف سيادتها وهو ما دفع باماكو إلى الرد بشكل سريع عبر استدعاء سفير الجزائر لديها وإعلان انسحابها الفوري من لجنة رؤساء الأركان المشتركة التي كانت تضم عددا من دول المنطقة من بينها الجزائر في إطار التنسيق لمكافحة الإرهاب.
ولم تقف تداعيات الحادث عند هذا الحد حيث تقدمت مالي بشكوى رسمية إلى الهيئات الدولية ضد الجزائر متهمة إياها بارتكاب أفعال عدوانية في وقت التزمت فيه الجزائر رسميا الصمت واكتفت بتعزيز تواجدها الأمني والعسكري على طول الشريط الحدودي تحسبا لأي تصعيد جديد.
وفي خضم هذا التوتر انضمت النيجر وبوركينافاسو إلى جانب مالي في موقفها الرافض لما وصفوه بخرق الجزائر للأعراف الدبلوماسية والعسكرية وهو ما ينذر بخلط أوراق تحالف الساحل في ظل التحولات الجيوسياسية والأمنية التي تعرفها المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد في ظرف إقليمي دقيق حيث تشهد منطقة الساحل تحولات كبرى بسبب تنامي تهديد الجماعات المسلحة وتغير خريطة التحالفات العسكرية بعد تقارب بعض دول الساحل مع قوى دولية وإقليمية جديدة بعيدا عن النفوذ التقليدي لفرنسا والجزائر.
ويبقى مستقبل العلاقات بين الجزائر ودول الساحل مفتوحا على جميع الاحتمالات في ظل غياب مؤشرات للتهدئة واستمرار لغة التصعيد والمواجه.