معاذ الجامعي يتوج الرؤية الملكية بتنمية اقتصادية واجتماعية متكاملة بفاس‑مكناس.

تــحــريــر: هـــاجـــر القـــاسمـــي
ولاية جهة فاس‑مكناس عهدت بولاية معاذ الجامعي نهجًا جديدًا في الحكامة الترابية وتنزيل البرامج التنموية، حيث تم رصد غلاف مالي إجمالي يفوق 12 مليار درهم لإنجاز مشاريع مهيكلة تتوزع بين شقّ أول يضمُّ مشاريع بنية تحتية بتكلفة تزيد على 11 مليار درهم لتقوية الشبكات الطرقية وإنجاز “باص واي” للربط بين مطار فاس‑سايس ووسط المدينة، والشقّ الثاني بميزانية 1.26 مليار درهم لتأهيل المدينة العتيقة وتعزيز جاذبيتها الثقافية والسياحية خلال الفترة 2025–2029 .حرص الوالي على إطلاق حملة للتحرير الجذري للملك العمومي بتنسيق مع المجلس البلدي، واستنفر كل الإمكانيات لتحسين جودة النقل الحضري، ممهّدًا لانطلاق أشغال “باص واي” على محور إيموزار استعدادًا للقاءات الرياضية الكبرى، ومكّن هذا المشروع الركاب من التنقل في ظروف أكثر انسيابية وأمانًا.
وعلى صعيد الصحة صادق مجلس الجهة على اتفاقية لإنشاء “قطب لعلوم الصحة” باستثمار يفوق 1.2 مليار درهم بشراكة مع الجامعة الأورومتوسطية بفاس، يشمل تشييد مركز استشفائي وجامعي مجهّز وفق المعايير الأوروبية، وكليات للطب وطب الأسنان، ومركز متخصص بجراحة الفم، مما يعزز تقديم خدمات رعاية طبية متقدمة ويساهم في تنمية البحث العلمي الطبي. كما أعطت الوزارة والوالي انطلاقة خدمات مركز قسطرة القلب الجديد بمستشفى الغساني، بتمويل بلغ 16.4 مليون درهم، ليستفيد منه نحو 4.5 مليون نسمة من سكان الجهة، ويقلل أمد الانتظار للتدخلات القلبية المتخصصة.
وفي التعليم ومحاربة الهدر المدرسي، قام الوالي بزيارة ميدانية لجماعة أولاد الطيب بعد أن وفّر النقل المدرسي المجاني لأكثر من 1,500 تلميذ، فكَّ الاكتظاظ الذي كان يحرمهم من ثلث الزمن المدرسي، وترافق ذلك مع مخطط لإنشاء 17 مؤسسة تعليمية جديدة وإضافة 145 حجرة دراسية ضمن ميزانية تربوية تبلغ نحو 300 مليون درهم على مدى سنتين لتحقيق تكافؤ الفرص بين العالم القروي وحجرات المدينة.
وعلى مستوى الاستثمار، ارتفع عدد المشاريع المصادق عليها من طرف المركز الجهوي للاستثمار إلى 264 مشروعًا استثماريًا بقيمة 8.7 مليار درهم، مخلّفًا أكثر من 14,500 منصب شغل دائم، مع مواصلة دعم المقاولين الشباب ضمن برنامج “انطلاقة” وتبسيط المساطر الإدارية لتحفيز روح المبادرة والابتكار.وفي انتقالٍ رقمي طموح، تم توقيع اتفاقية لإحداث مدرسة “YouCode Fès” للبرمجة والتشفير المعلوماتي، ببرنامج تكوين مكثف عامين يستهدف 80 متدربًا في كل فوج، انسجامًا مع الاستراتيجية الوطنية للرقمنة وتمكين الشباب من المهارات التقنية الحديثة، مما يعزّز جاهزية الجهة لاستقطاب الاستثمارات التكنولوجية ويدعم سوق الشغل الرقمي المحلي.
وبينما تحتضن مدينة مكناس الدورة الرابعة للمعرض الجهوي لمنتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني تحت شعار “شجرة مثمرة تنمو من أياد مختلفة”، بمشاركة أكثر من 320 عارضًا، وإقامة 160 رواقًا وقطب دولي لاستقبال تعاونيات من الصين وفرنسا والبحرين والأردن والسنغال، يبرز هذا المعرض كمنصة للنهوض بالإنتاج التضامني ودعم قدرات النساء بأكثر من 723 تعاونية تضم 6,573 منخرطة، وإشراك المؤسسات المالية والمؤسساتية لتبادل التجارب وتقديم مواكبة تقنية وتمويلية للشباب والحرفيين.
وفي مجال السياحة الصحية، استضافت الجهة المنتدى الجهوي الأول للسياحة الاستشفائية تحت شعار “المياه الحرارية بجهة فاس‑مكناس: صحة وسياحة” من 10 إلى 12 أبريل 2025 بفضاء الجامعة الأورومتوسطية، بمشاركة وزارة السياحة والجامعة والمجلس الجهوي للسياحة وولاية الجهة، حيث تم مناقشة استثمار ينابيع حرارية ذات خصائص علاجية فريدة، بهدف زيادة متوسط إقامة السائح من 1.9 يوم حاليًا إلى ثلاثة أو أربعة أيام، وتثمين الإمكانات الثقافية والطبيعية والتراثية للجهة.
غير أن محاولة بعض الأطراف الإساءة إلى سمعة الجهة وتوظيف معلومات مغلوطة للتقليل من قيمة المكتسبات التنموية والاجتماعية لا تعدو كونها استهدافًا غير بريء، يسيء إلى جهد السلطات المحلية ويضرب في صميم الجهد التطويري المكثف الذي جعل من فاس‑مكناس إحدى أهم جهات المملكة بحضورها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
بهذه الأوراش المتكاملة التي شملت بنية تحتية متطورة، ورعاية صحية جامعية متقدمة، وتعليمًا منصفًا، واستثمارًا حيويًا، ورقمنة معرفية، واقتصادًا تضامنيًا، وسياحة صحية مزدهرة، يثبت والي الجهة معاذ الجامعي حرصه على ترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى واقع ميداني يفيد المواطن ويعزز إشعاع فاس‑مكناس كقطب اقتصادي واجتماعي وثقافي رائد على مستوى المملكة.