مقالات الرأيمقتبساتوطنية

التلميذ عبد الرحيم موهوب يكتب عن زيارته لمعرض الأمن الوطني بالجديدة..في حضرة الأمن الوطني… “حين لبست السلطة وجه التوعية وتقاسمت الحكمة مع التلاميذ”.

بقلم: التلميذ ع. موهوب

منذ زمن، قال أحد الفلاسفة: “السلطة التي تُفهم تُحترم، والسلطة التي تُخاف تُتّقى، أما السلطة التي تُربّي فتُبنى بها الأوطان.

“بهذا الشعور استقبلنا معرض الأمن الوطني بمدينة الجديدة، نحن تلاميذ إعدادية واد النعناع – إقليم سطات، في رحلة تربوية فريدة جمعت بين المعرفة والانضباط، وبين الشرح العملي لمفاهيم كنا نظنها نظرية محضة في دروس التربية على المواطنة.

داخل المعرض لم تكن الأزياء الرسمية مجرّد ملابس بل رموزاً على مسؤولية جسيمة يحملها رجال ونساء اختاروا خدمة الصالح العام ولم تكن أدوات الأمن – من المختبرات الجنائية إلى شرطة الخيالة – مجرد أدوات عرض، بل إشارات واضحة على تطور منظومة أمنية تسعى إلى التوازن بين الحزم والوقاية بين الردع والتربية في كل ركن من أركان المعرض تعلمنا أن رجل الأمن ليس خصماً كما يُصوّره البعض، بل شريك في بناء مجتمع يسوده القانون والاحترام المتبادل.

شاهدنا كيف تتحول التحريات الجنائية إلى علم دقيق، وكيف تصبح كل أداة أمنية امتدادًا لفكرة أسمى وهي حماية الإنسان لا السيطرة عليه لم يكن الهدف من الزيارة الترفيه ولا مجرد الاطلاع، بل كان درسًا في المواطنة من خارج أسوار المدرسة.

فمن خلال الشروحات التي قدّمها الأطر الأمنية فهمنا أن الأمن ليس فقط جهازاً يلاحق الجريمة، بل هو بنية مجتمعية تشتغل بالوقاية والتواصل، وبتنشئة الجيل الجديد على قيم الانضباط والواجب.

وتساءلنا بيننا لماذا لا يُعمّم هذا النوع من المبادرات على نطاق أوسع؟ وكيف يمكن ترجمة هذه الثقافة الأمنية الوقائية إلى برامج دائمة داخل المؤسسات التعليمية؟وهل يمكن أن يصبح مفهوم “الأمن التربوي” مكوّناً أساسياً في علاقتنا برجال ونساء الأمن؟

لقد غادرنا المعرض ونحن نحمل تقديراً عميقاً لمعنى الأمن، ليس كقوة تُمارَس، بل كقيمة تُفهم وتُبنى بالثقة والتربية وعلّمنا هذا اللقاء أن العلاقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية ليست علاقة خوف، بل علاقة مسؤولية متبادلة تُصنع بالحوار والانفتاح.

ونحن كتلاميذ نخصّ بالشكر والتقدير والاعتزاز السيد عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني، لما لمسناه من بصمته الواضحة في تحديث المؤسسة الأمنية، وجعلها أكثر قرباً من المواطن، وأكثر انفتاحاً على المدرسة والمجتمع. إن هذا النوع من المبادرات التربوية والتوعوية ما كان ليرى النور لولا وجود رؤية استراتيجية، تؤمن بأن الأمن يبدأ من بناء الإنسان، قبل مواجهة الجريمة.

لقد رأينا بأعيننا كيف أصبح الأمن الوطني اليوم مرادفاً للاحتراف والانضباط والتواصل الإيجابي وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق دون قيادة مهنية حازمة وحكيمة مثل قيادة السيد عبد اللطيف حموشي، الذي استطاع أن يرسم صورة جديدة لرجل الأمن، قائمة على الكفاءة والالتزام واحترام الحقوق.

نأمل أن تستمر هذه الدينامية المتميزة وأن تعمّم على كافة ربوع الوطن، لأننا في حاجة إلى ترسيخ ثقافة أمنية مواطِنة، تواكب الجيل الجديد وتزرع فيه روح الانتماء والمسؤولية.وكما يُقال: “من لا يزرع الثقة اليوم، لن يحصد الأمان غداً.”

قد زرعنا في زيارتنا تلك بذوراً من الفهم والانتماء، فشكراً لكل من ساهم في ذلك، وشكراً أكبر للسيد عبد اللطيف حموشي، على إيمانه العميق بأن الأمن ليس فقط واجب الدولة، بل هو أيضاً حق المواطن.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى