إنقاذ أم استحواذ؟” كواليس صراع المستقبل داخل المغرب الفاسي..!

رغم البلاغ الأخير الذي أصدرته مجموعة من المنخرطين والمسيرين ورؤساء سابقين بفريق المغرب الرياضي الفاسي معلنين فيه دعمهم لترشح محمد بوزوبع لرئاسة الجمعية، إلا أن الشارع الفاسي لم يقتنع بهذه الوعود الوردية التي تُقدم كمشروع إنقاذ، بينما لا تحمل في حقيقتها أي ضمانات واضحة لحماية هوية النادي وتاريخه من التحول إلى سلعة بأيدٍ قليلة.
في الوقت الذي يعد فيه بوزوبع بإعادة هيكلة الفريق والانفتاح على الكفاءات الماصاوية وإعادة الأسهم للجمعية وإنشاء شركة رياضية مبنية على “تقويم جيد” لقيمة رأس المال المادي واللامادي للنادي مع فتح الأسهم في وجه المستثمرين بشكل “عادل”، ظلت هذه الكلمات عامة دون تقديم أي وثائق أو خطة عملية، ولا تفاصيل مالية واضحة أو مؤشرات شفافة تضمن جدية المشروع بعيدًا عن لغة الشعارات.
يطرح الرأي العام الفاسي تساؤلات مشروعة، من يضمن أن “فتح الأسهم” لن يتحول إلى مدخل للاستحواذ التدريجي على النادي، أين هي تقارير التدقيق المالي والإداري للفترات السابقة التي ستبنى عليها أي إعادة هيكلة، من هم المستثمرون المحتملون وهل يملكون مشروعًا رياضيًا فعليًا أم مجرد رغبة في الاستثمار في نادي يعاني ليحققوا مكاسب مستقبلية، لماذا غابت النقاشات العمومية مع الجماهير واللاعبين السابقين والفعاليات المستقلة، وهل سيبقى المغرب الفاسي ناديًا لجميع الفاسيين أم سيتحول إلى شركة يتحكم فيها من يملك الحصة الأكبر….
إن رأس مال الماص الحقيقي هو تاريخه وجماهيره ومدرجه الجنوبي وماضيه وأبطاله الذين صنعوا اسمه، وهو رأس مال لا يمكن تقييمه بورقة محاسب أو صفقة مستثمر، وفي ظل غياب أي ضمانات قانونية أو شفافية واضحة، تتحول هذه الوعود إلى مصدر قلق، لأنها قد تخفي خلفها ترتيبات غير معلنة لتحويل النادي إلى سلعة تخدم مصالح محددة.
في قلب هذا المشهد تبقى عائلة الجامعي صاحبة قرار كبير في مستقبل الماص، وقدرتها على الحسم في اتجاه مصيري للنادي واضحة، لكن مطالبتها بالافتحاص المالي والشرط المالي المسبق سيعقد كل شيء، وسيصعب الخطوات التي يقوم بها بوزوبع ويدفع النادي نحو المزيد من التأزيم، خاصة إذا غابت الحكمة الجماعية في هذه المرحلة الحرجة، فلا يمكن أن يخطو أي كان أي خطوة دون الرجوع إلى آل الجامعي ، وأي معركة ضدهم مجرد وهم يتكسر مع الوقت حسب ما أثبته الزمان في محطات وفترات عديدة .
من جهة أخرى فإن التخلي عن رئيس الجمعية هشام شقور بصفته رئيسًا للجمعية سيكون بمثابة انتحار رياضي وأخلاقي ولؤم جماعي من كل من يطعن في شرعيته أو يريد إقصاءه تحت ذريعة الانتماء السياسي، لأن الرجل كان من بين القلائل الذين أظهروا نزاهة في تدبير المرحلة بصمت وكرامة، ووضع مصلحة النادي فوق الحسابات السياسوية الضيقة، وهو ما جعل قطاعات واسعة من الجماهير الماصاوية ترى فيه عنوانًا للأمل المتبقي داخل جسم الجمعية التي باتت اليوم في حاجة إلى جميع أبنائها المخلصين، لا إلى مناورات تُدار في الكواليس باسم مشاريع الإنقاذ.
إن جماهير الماص اليوم تقول بصوت واحد، نعم لإنقاذ الماص، ولكن لا للتفريط فيه، ولا لاحتكاره، ولا لاستعماله كجسر لتحقيق الطموحات الشخصية على حساب تاريخه، ولا للتخلي عن الوجوه الشابة النزيهة التي اختارت خدمة النادي دون مقابل أو طموحات خفية، لأن الماص ببساطة أكبر من أي حسابات، وسيظل ناديًا لكل الفاسيين.