محلية

معضلة المقابر في فاس: تحديات تنظيمية واجتماعية تتطلب الحلول العاجلة

تُعاني مدينة فاس من أزمة حادة تتعلق بإدارة المقابر، حيث تكشف هذه الحالة عن إشكالية معقدة تجمع بين الجوانب التنظيمية والإدارية والبعد الاجتماعي والشرعية، تعد المقابر في المدينة من المواضيع الحساسة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، نظرًا لما تمثله من رمزية اجتماعية وثقافية.

مع تزايد النمو الديمغرافي في فاس، أصبحت المساحات المخصصة لدفن الموتى غير كافية، هذا الوضع أدى إلى اكتظاظ المقابر القديمة وظهور مقابر جديدة بشكل عشوائي ودون تخطيط مسبق، يتطلب هذا التحدي من السلطات المحلية التفكير في حلول عملية تضمن توفير أراضٍ جديدة للمقابر، مع الحفاظ على كرامة الموتى وحقوق الأحياء.

تعاني عمليات الدفن في المدينة من الفوضى وعدم الالتزام بالإجراءات القانونية والشرعية، مما يزيد من تعقيد الوضع، كثيرًا ما تُخالف المساطر المعمول بها، سواء على مستوى التنظيم أو ضبط مساحات القبور. هذه الفوضى تتعارض مع الشروط الشرعية التي تفرض احترام كرامة الموتى.

لمعالجة هذه القضية، يجب على مجلس المدينة اتخاذ خطوات عملية تشمل تعيين موظفين مسؤولين عن إدارة وتنظيم المقابر بشكل فعال، من الضروري أيضًا وضع خطة عاجلة لتخصيص أراضٍ جديدة للدفن، لتلبية احتياجات المدينة المتزايدة، يجب تعزيز البنية التحتية للمقابر الحالية لضمان توفير خدمات جيدة وصيانة مستمرة، بالإضافة إلى تنفيذ رقابة صارمة لتفادي التجاوزات والعشوائية في عمليات الدفن.

إن معالجة معضلة المقابر في فاس تتطلب تضافر الجهود بين السلطات المحلية، المجتمع المدني، والخبراء، يجب أن تركز هذه الجهود على إيجاد حلول مستدامة تحترم كرامة الأموات وتراعي حاجة الأحياء لمقابر منظمة تتماشى مع المعايير الشرعية والقانونية. في ظل هذه التحديات، يبقى الأمل معقودًا على استجابة فورية من الجهات المعنية، لضمان احترام كرامة الموتى وتوفير بيئة مناسبة للعيش للأحياء.

تحرير:هند أكجيل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى