محلية

جماعة إساكن.. معاناة يومية بين التهميش وتطلعات التنمية.

في قلب سلسلة جبال الريف بإقليم الحسيمة، تقع جماعة إساكن، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة مع واقع معيشي صعب يعكس التحديات التنموية العميقة التي تعاني منها العديد من المناطق القروية في المغرب، هذه الجماعة تعاني من نقص حاد في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناة سكانها بشكل يومي.

خلال زيارة ميدانية قام بها فريق “علاش تيفي”، تم رصد مشاكل واضحة في الطرق الرابطة بين إساكن والمناطق المجاورة، التي تعاني من تدهور كبير، خصوصاً في فصل الشتاء. تتحول هذه الطرق إلى معابر وعرة بفعل الأمطار والسيول ما يجعل تنقل السكان شبه مستحيل، كما يعاني السكان من غياب شبه كامل للمرافق الصحية، حيث تضطر العائلات إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مستشفى أو مركز صحي يقدم خدمات أساسية.

التعليم بدوره يعكس واقعاً صعباً، حيث أكد السكان للفريق أن المدارس بعيدة وغير مجهزة، مما يساهم في ارتفاع نسب الهدر المدرسي، خاصة بين الفتيات، أما الشباب فقد عبروا عن إحباطهم بسبب غياب فرص العمل، مما يدفعهم للهجرة نحو المدن الكبرى بحثاً عن حياة أفضل.

ورغم أن الجماعة تزخر بثروات طبيعية، من غابات وأراضٍ زراعية خصبة، إلا أن استثمار هذه الموارد يظل غائباً، ويرى عدد من المهتمين بالشأن المحلي أن هذه المؤهلات يمكن أن تشكل أساساً لتنمية مستدامة تعتمد على الزراعة والسياحة البيئية، بشرط وجود مشاريع تنموية واضحة واستراتيجيات فعالة.

في محاولة لفهم واقع الجماعة وخططها المستقبلية، حاول فريق “علاش تيفي” التواصل مع رئيس الجماعة، لكنه اعتذر عن تقديم أي تصريحات بسبب ارتباطاته في اجتماع حزبي.

تظل جماعة إساكن مثالاً حياً لمعاناة المناطق القروية في المغرب، حيث يطمح السكان إلى تدخل حقيقي من السلطات لتحسين الخدمات الأساسية، وتأهيل البنية التحتية، وتعزيز فرص التنمية المحلية، بما يضمن حياة كريمة لجميع سكانها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى