مدينة فاس تحت وطأة الإهمال: نفايات، تلوث وغياب الأمن.

بقلــم : هاجــر القــاسمــي
أصبحت شوارع وأزقة مدينة فاس تعكس صورة قاتمة من الفوضى والتهميش، حيث أصبحت لغة النفايات والقمامة هي السائدة منتشرة أمام كل منزل ومع كل زاوية في المدينة، هذه الظاهرة ليست مجرد مشهد عابر بل أصبحت سمة يومية تؤثر بشكل مباشر على حياة سكان المدينة فمن منظر الأزبال المتراكمة إلى الروائح الكريهة التي تنبعث من كل مكان، يضاف إليها الحشرات التي تجتاح البيوت وتسبب أضراراً للسكان، أصبح الوضع في فاس أكثر من مجرد أزمة بيئية بل حالة تدهور شامل يعيشها المواطنون في صمت.
وفيما يخص أزمة النظافة تتصاعد حدة التوترات بين الجيران بسبب مكان تجمع النفايات، وهو ما يعكس غياب التنسيق بين السلطات المحلية والمواطنين في تنظيم عملية جمع النفايات بشكل ملائم. ولا تقتصر هذه المشكلة على ذلك فقط بل تمتد لتشمل مجموعة من التحديات الأخرى التي تكاد تجعل الحياة داخل المدينة غير قابلة للتحمل، فالنقل الحضري يعاني من فوضى شديدة حيث يواجه المواطنون صعوبة في التنقل بين الأحياء بسبب الإهمال الذي يطال وسائل النقل إضافة إلى أن خدمات الصحة العامة لا تلبي احتياجات السكان بشكل كافٍ مما يساهم في زيادة معاناتهم.
أما في ما يخص الأمن فقد أصبحت مدينة فاس مسرحاً لعدد من العمليات الإجرامية خاصة الكرساج والاعتراض، مما يزيد من قلق المواطنين الذين يشعرون بعدم الأمان في شوارع مدينتهم، هذه الجرائم تتوالى بشكل غير مسبوق دون أن تشهد المدينة أية جهود حقيقية لمعالجتها.
ورغم تزايد هذه التحديات تظل المدينة تفتقر إلى مرافق ترفيهية أو مساحات خضراء تساعد على تحسين جودة الحياة لسكانها، بدلاً من ذلك فإن مشهد المباني الأسمنتية يعكس غياب أي تخطيط عمراني يراعي احتياجات السكان من أماكن للراحة والترفيه.، تصبح المدينة بذلك مجرد كتلة من الخرسانة لا حياة فيها ما يجعل العيش فيها أشبه بمواجهة يومية مع التحديات التي تزداد تعقيداً.
إن ما تعيشه مدينة فاس اليوم هو مثال صارخ على الواقع المؤلم الذي يواجهه المواطنون في ظل غياب الاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية، فهذه المدينة التي طالما كانت رمزاً للتاريخ والثقافة، أصبحت اليوم تئن تحت وطأة الإهمال والتهميش، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإعادة الحياة إليها.