محلية

انخفاض معدل الجريمة بمدينة فاس خطوة نحو تعزيز الأمن والاستقرار

مدينة فاس، العاصمة الروحية والعلمية للمغرب، شهدت خلال الأشهر الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في معدل الجريمة، وفقاً للبيانات الصادرة عن الجهات الأمنية المختصة. هذا التراجع يعكس جهوداً كبيرة تبذلها السلطات الأمنية والمحلية لضمان استتباب الأمن والاستقرار، في ظل تحديات مجتمعية واقتصادية متزايدة.

التقارير الأمنية الحديثة أظهرت انخفاضاً ملموساً في الجرائم المتعلقة بالاعتداءات الجسدية والسرقة، كما سجلت انخفاضاً في الجريمة المنظمة مثل الاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية. هذا التحسن يُعزى إلى تعزيز التواجد الأمني عبر الدوريات المكثفة والتنسيق بين مختلف الوحدات الأمنية، إضافة إلى اعتماد تقنيات حديثة في الرصد والتتبع.

وقد أوضح مصدر أمني مسؤول أن هذا الانخفاض يعكس “سياسة أمنية استباقية”، حيث يتم التركيز على مكافحة الأسباب المؤدية للجريمة، سواء من خلال التحسيس المجتمعي أو التصدي للمخاطر المحتملة قبل وقوعها. كما أن تفعيل المقاربة التشاركية بين المواطنين والسلطات عبر التبليغ عن الجرائم والمساهمة في الكشف عن المشتبه بهم، كان له أثر إيجابي في تحقيق هذا التقدم.

إلى جانب الجهود الأمنية، ساهمت المبادرات الاجتماعية والتنموية التي تعرفها المدينة في تحسين الأوضاع العامة، مما حد من بعض الظواهر السلبية المرتبطة بالبطالة والتهميش. ومن بين هذه المبادرات، نذكر تعزيز الأنشطة الثقافية والرياضية للشباب ودعم المشاريع الصغيرة لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسر المعوزة.

المواطنون بدورهم أعربوا عن ارتياحهم لهذا التحسن الملحوظ، معتبرين أنه مؤشر إيجابي على عودة الأمان إلى أحياء المدينة، حيث صرح أحد سكان منطقة فاس الجديد قائلاً: “نشعر الآن بطمأنينة أكبر عند التنقل ليلاً، وهذا بفضل يقظة الأجهزة الأمنية التي تستحق التنويه”.

ورغم هذه النتائج المشجعة، لا تزال هناك حاجة لمواصلة الجهود وتعزيزها، حيث إن مواجهة الجريمة تتطلب مقاربة شاملة تشمل الأمن والتعليم والصحة والاقتصاد. ومن هذا المنطلق، يرى خبراء أن الاستمرار في إشراك المجتمع المدني والجمعيات المحلية يعد ضرورياً لضمان استدامة هذه التحسينات.

في ظل هذه التحولات، تبقى فاس نموذجاً للتعاون بين السلطات والمجتمع في سبيل بناء مدينة آمنة ومستقرة، مما يعكس أهمية الجهود المشتركة في تحقيق الأمن كحق أساسي لجميع المواطنين، وجعل المدينة وجهة جاذبة للعيش والاستثمار.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى