قضايا و رأي

جبل الكنوز المكتشف يشعل صراعا بين المغرب واسبانيا

تحريـــر :هنـــد أكجيـــل

تشهد العلاقات المغربية الإسبانية توترًا متزايدًا بسبب جبل بحري يُعرف باسم “تروبيكو”، الذي يقع على عمق يتراوح بين 1000 و4000 متر في المحيط الأطلسي. يمتد هذا الجبل تحت المياه الإقليمية لجزر الكناري، التي تتمتع بالحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية، ويحتوي على ثروات معدنية هائلة.

حسب تقرير نشرته صحيفة “إلبيريوديكو دي إسبانيا”، يعود تاريخ جبل تروبيكو إلى العصر الطباشيري، ويتميز بتركيز معادن يزيد عن 50000 مرة مقارنة بأي موقع أرضي، ما يجعله محط اهتمام كبير. تشكلت جزر الكناري، التي تضم ثماني جزر، نتيجة سلسلة من الانفجارات البركانية تحت الماء على مر العصور، مما أدى إلى ظهور معالم جغرافية فريدة، بما في ذلك الجبال البحرية.

يمتد الجبل على مساحة شاسعة جنوب غرب جزر الكناري، ويقع شمال الرأس الأخضر وغرب الصحراء الغربية، حيث يبعد أقل من 269 ميلاً عن جزيرة هييرو. وتبلغ مساحة منصة الجبل 120 كيلومترًا مربعًا، مما يعزز أهميته الاستراتيجية.

تتمثل أهمية جبل تروبيكو في الثروات المعدنية الكبيرة التي يحتوي عليها، مثل التيلوريوم والكوبالت والأتربة النادرة، بالإضافة إلى كونه موطنًا لمخلوقات بحرية محمية، مثل الإسفنج والشعاب المرجانية. لكن، على الرغم من كونه تحت الماء، إلا أنه يعتبر “كنزًا” يثير النزاع بين المملكة المغربية والجزر الإسبانية.

حتى الآن، لم تتمكن الرباط ومدريد من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن ترسيم الحدود البحرية، خاصة في الواجهة الأطلسية التي تشمل جزر الكناري. هذه القضية تتسم بالتعقيد، حيث تشير الاكتشافات الحديثة إلى وجود ثروات معدنية في منطقة تروبيكو، مما يزيد من حدة الصراع بين البلدين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى