تحت المجهرقضايا و رأيمقالات الرأيوطنية

مؤسسات تعليمية عمومية تعتلي صدارة الريادة في الإقصاء والتهميش: “التريعي المختلطة” و”الفقيه الحطاب” نموذجًا بمدينة الجديدة

متابعة: أمين صادق

في وقت يتحدث فيه المسؤولون عن إصلاح شامل للمنظومة التعليمية الوطنية، لا تزال بعض المؤسسات التعليمية العمومية ترزح تحت وطأة الإقصاء والتهميش، في مشهد يعكس مفارقة صارخة بين الشعارات المرفوعة والواقع المعاش ومن بين هذه النماذج الصارخة، نجد مؤسستي التريعي المختلطة والفقيه الحطاب بمدينة الجديدة، واللتين تمثلان عنوانًا بارزًا لمعاناة مستمرة على أكثر من صعيد.

فمن ضعف البنية التحتية إلى غياب التجهيزات الضرورية مرورًا بندرة الموارد البشرية، يعيش الطاقم التربوي والإداري بهاتين المؤسستين في ظروف لا تليق بالمجهودات التي يبذلونها لتأمين الحد الأدنى من الخدمة التعليمية.

أما التلاميذ وهم الحلقة الأهم في هذا المسلسل، فواقعهم لا يقل بؤسًا: أقسام مكتظة، مرافق مهترئة، وبيئة تعليمية غير جاذبة، لا تساعد على التحصيل ولا على بناء شخصية متوازنة.

ورغم توالي الدعوات من جمعيات آباء وأولياء التلاميذ والفاعلين التربويين، ما تزال المؤسستان خارج دائرة الاهتمام الفعلي، سواء من حيث برامج التأهيل أو الدعم اللوجستيكي أو حتى الإدماج في مخططات الترقية التربوية.

في هذا السياق يطرح العديد من المهتمين بالشأن التعليمي المحلي تساؤلات مشروعة:متى سيتم إدراج مؤسستي التريعي المختلطة والفقيه الحطاب ضمن برامج الإصلاح والتأهيل؟ وهل ستتحول هذه المطالب إلى خطوات ملموسة تضمن بيئة تعليمية كريمة تحفز على التعلم؟

إن إصلاح التعليم لا يمكن أن يكون انتقائيًا، ولا عادلاً إلا إذا شمل كل المؤسسات، وخصوصًا تلك التي تعاني في صمت بعيدًا عن أضواء الكاميرات والزيارات الرسمية الموسمية. فالإصلاح الحقيقي يبدأ من الهامش، ومن المؤسسات التي كادت تُنسى في زحمة الشعارات والبرامج الورقية.

وبين هذا الواقع والتطلعات المأمولة، يبقى الأمل قائمًا في أن تتحول هذه الصرخة إلى بداية تغيير حقيقي يعيد الاعتبار للمؤسسة العمومية ويكرّس العدالة المجالية داخل القطاع التعليمي بمدينة الجديدة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى