تدوينات فايسبوكيةقضايا و رأيوطنية

إلياس الخريسي.. نجم الجهل المركب ومحامي الوهم!

بقلــم : هاجــــر القــاسمــــي

إلياس الخريسي ليس مجرد اسم عابر في عالم التدوين، بل نموذج صارخ للجمع بين السطحية الفكرية والجهل المركب، وقدرات خارقة على تحويل القضايا الاجتماعية إلى نظريات مؤامرة تتحدى المنطق، الرجل الذي يعتقد نفسه محامياً على حقوق الرجال، لكنه في الواقع ينتمي إلى قائمة صُنّاع الوهم، الذين يصرون على قراءة الواقع بمنظار سوداوي عبثي.

في إحدى تدويناته الأخيرة، خرج الخريسي بمقولته الأسطورية: “الدولة تكرهك في الزواج وتشجعك على الزنا”، ليجعلنا نتساءل: كيف يمكن لشخص يفتقر لأبسط قواعد الفهم أن يصر على تقمص دور المحلل الاجتماعي؟ الرجل، وبكل ثقة، يرى أن تسهيل إجراءات الطلاق وتمتيع المطلقة بحقوقها ليست سوى “تحفيز” للنساء على الزواج من أجل الطلاق! وكأن كل امرأة مغربية تجلس في انتظار هذا المخطط الجهنمي لتحصل على “التمتيعات المالية”، متجاهلاً أن الطلاق في الواقع هو قرار مرير يتحمل فيه الطرفان خسائر نفسية واجتماعية واقتصادية.

فيما يتعلق بقضية تقاسم الأملاك يبدع الخريسي في تفجير “عبقريته” التحليلية، فهو يظن أن كل رجل مغربي يمتلك ثروات طائلة يخشى تقاسمها، بينما الواقع يؤكد أن معظم الشباب بالكاد يحلمون بتأمين سقف بسيط للعيش الكريم، لكن الخريسي يبدو أنه يعيش في فيلم هندي من إنتاج خياله الخاص، حيث يعشق دور البطل المضطهد.

وماذا عن مدونة الأسرة؟

بالنسبة للخريسي، هذه المدونة وُضعت خصيصاً “لمهاجمة الرجل”! وهو يرى في بنودها جريمة كبرى تعاقب الرجال لأنهم، في رأيه، هم من يبادرون للزواج، و الحقيقة التي يغفلها أو يتجاهلها الخريسي هي أن المدونة جاءت لتصحيح مظالم تاريخية وضمان الحد الأدنى من المساواة بين الطرفين، لكن من الواضح أن كلمة “مساواة” ترعبه، لأنها تخدش صورته الهشة عن ذكورية الماضي.

عندما يصل الخريسي إلى موضوع التعدد، تظهر حنينه الساذج إلى حقبة لم يكن فيها للتشريع صوت يحمي المرأة، وهو يظن أن تقييد التعدد هو مؤامرة نسوية كبرى، متجاهلاً أن هذه القيود ليست سوى محاولة لحماية كرامة النساء وضمان أن لا يُستغلن في نزوات عابرة.

أما عن العلاقات الرضائية والفنادق، فالرجل يتحدث وكأن أبواب الانحلال الأخلاقي ستُفتح بمجرد تغيير قانون أو مرسوم، وهنا يظهر تناقضه الصارخ: فمن جهة يطالب الدولة بالتدخل لحماية “قيم الأسرة”، ومن جهة أخرى يهاجمها إن تدخلت في تنظيم العلاقات أو ضمان الحقوق.

وفي ختام خطبته البائسة، يُتحفنا الخريسي بقوله إن “النساء فرحانات يزغردن”، ربما لا يدرك أن نساء المغرب مشغولات أكثر بتحقيق العدالة والمساواة، بعيداً عن حفلات الزغاريد التي لا توجد إلا في مخيلته.

إلياس الخريسي، دعوة صادقة لك: اقرأ، تعلّم، حاول أن تفهم قبل أن تكتب، لأن ما تقدمه لا يدافع عن الرجال، بل يُسهم في وضعهم خانة السخرية، فبدلاً من محاربة أوهامك، قدّم خطاباً حقيقياً يعالج مشاكل واقعية، أو ببساطة، امنحنا استراحة طويلة من “تحليلاتك” التي لا تسمن ولا تغني من عقل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى