فيلم “الهاربون من تندوف”.. عمل سينمائي يُسلّط الضوء على معاناة المغاربة المحتجزين ويدافع عن الوحدة الترابية.

تحـــريـــر : هــــاجــــر القــــاســــمــــي
أطلق الكاتب والصحفي عبد الحق نجيب أولى تجاربه في الإخراج السينمائي من خلال فيلمه الروائي “الهاربون من تندوف” حيث استوحى فكرته من شهادات حية لمغاربة نجحوا في الفرار من جحيم المخيمات الواقعة جنوب غرب الجزائر بعد سنوات من الاحتجاز القسري في ظروف غير إنسانية.
وقد جاء هذا الفيلم نتيجة لقاء مؤثر جمع نجيب قبل أعوام بالمحتجز السابق عبد الله لماني الذي سرد له معاناته خلال عشرين سنة من الاعتقال القسري بمخيمات تندوف مما حرّك في المخرج مشاعر وطنية دفعته إلى تجسيد هذه المحنة في عمل فني يحمل بعدًا إنسانيًا وسياسيًا في الآن ذاته.
ويتابع الفيلم رحلة خمسة رجال وامرأتين تحدّوا المخاطر وهربوا عبر الصحراء من أجل العودة إلى المغرب رغم صعوبة المسار وقساوة الواقع حيث يُعتبر هذا العمل رسالة قوية تندد بجرائم جبهة البوليساريو وتوثّق لمعاناة المختطفين في إطار دعم الدبلوماسية الثقافية للمغرب دفاعًا عن قضاياه الوطنية.
وقد اعتمد عبد الحق نجيب في كتابة السيناريو على معطيات موثقة إلى جانب شهادات صحفية ومقابلات سابقة مع ناجين من الاحتجاز بينما استلهم مضمون العمل جزئيًا من روايته “ظل على الرمال” كما يضم طاقم الفيلم أسماء بارزة من بينها إدريس الروخ ومحمد الشوبي إضافة إلى مجموعة من الوجوه الواعدة.

ويعتزم مخرج الفيلم تنظيم جولة عروض في عدة دول إفريقية من بينها السنغال وتوغو ورواندا علاوة على بلدان أوروبية وأمريكية لاتينية وذلك بهدف التعريف بمعاناة المحتجزين وتسليط الضوء على عدالة القضية الوطنية كما أُدرج الفيلم في برمجة اثني عشر مهرجانًا دوليًا من بينها مهرجان دبلن السينمائي ومهرجان البحر الأحمر وهو متوفر بخمس لغات من أجل توسيع دائرة تأثيره الدولي.
ويؤكد عبد الحق نجيب أن الفن السابع يُعد أداة راقية وفعالة للتأثير في الرأي العام العالمي إذ يمكن من خلال الصورة والدراما والرسالة الإنسانية الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.